عنب بلدي – العدد 67 – الأحد 2-6-2013
أبو اسحق الإدلبي – إدلب
قام معلمون من أصحاب الحراك الثوري في محافظة إدلب بتشكيل «مديرية المعارف والتعليم» لاحتواء وتطوير قطاع التربية والتعليم إضافة لمعلمين مفصولين عن العمل، في خطوة للانفصال عن نظام الأسد، حيث برزت فكرة تشكيل هذه المديرية بعد الأحداث الأخيرة التي ضربت قطاع التربية والتعليم أبرزها قرارات الفصل التعسفي لمدرسي محافظة إدلب.
وتتميز المكاتب التابعة لـ «مديرية المعارف والتعليم» بالاستقلالية إذ أنها لا تتبع لجهة معينة، وقد انطلقت هذه المديرية بستة مكاتب توزعت على النحو التالي: المكتب التنظيمي- ومكتب العلاقات العامة – والمكتب المالي – ومكتب الامتحانات – ومكتب الإعلام – ومكتب المناهج، ويضم المكتب إداريًا ستة عناصر يديرون شؤونه إضافة لرئيس المكتب، وتتوزع المكاتب الست على ست مناطق جغرافية تغطي محافظة إدلب ويضم كل مكتب المنتسبين من محافظة إدلب عمومًا.
كما ترتبط هذه المكاتب الست إداريًا بمجمع تربوي، ويرتبط المجمع بالمديرية مباشرة. ويتم اختيار رؤساء المكاتب بعد عملية انتخاب لمن يرغب بالترشح، ويتم بعدها انتخاب مدير للمجمع ومدير الدائرة، ولكن الأمر حاليًا اقتصر على الانتقاء والاختيار بسبب الوضع الراهن. ويتألف الهيكل التنظيمي للمديرية من مدير للمعارف والتعليم وله معاون أول ومعاون ثان ورؤساء مكاتب.
وقد صدر البيان التأسيسي لهذه المديرية يوم السبت بتاريخ 1-6-2013م بعد تجهيز وتخطيط استمر مدة 3 شهور
ويوضح البيان أن «سير العمل سيكون وفق ما يريده ويطمح إليه الشعب السوري الصامد».
وفي البداية، تم انضمام 300 معلم، منهم من هو قائم على رأس عمله ومنهم من هو مفصول ومنهم من هو متقاعد، ويتحدث الأستاذ علي العبد المجيد مدير المكتب الإعلامي لجريدة عنب بلدي عن سبب تأسيس هذه المديرية» أن الثورة كل متكامل ولا يقل الجانب التعليمي شأنًا عن الجانب العسكري والإغاثي. وقد قمنا بهذه الخطوة لترميم الفجوة التعليمية التي حدثت لدى الطلاب منذ بدء الثورة «
وتعمل المديرية على تنفيذ مهامها من خلال مكاتب بوظائف يختلف فيها مكتب عن الآخر، وتشمل الوظائف تسيير شؤون الامتحانات الحالية واللاحقة لطلاب الشهادتين عبر تقديم دروس تعويضية مكثفة والعمل على نيل الاعتراف بالشهادة المقدمة من الائتلاف واليونسكو والعديد من الجهات الدولية وفق المنهاج السوري -حاليًا- ريثما يتم وضع منهاج آخر والعمل على تأهيل المدارس التي دمرها نظام الأسد ووضع خطط لدروس تعويضية للطلاب الذين لم يتمكنوا من متابعة تحصيلهم العلمي، وتقديم الاستشارات التربوية بالإضافة إلى تقديم المحاضرات والتوعية والإرشاد للطلاب بمختلف مراحلهم العمرية وخصوصًا في فترة المراهقة.
وتطمح المديرية لوضع مناهج بديلة تتلاءم مع طموح الأهالي وفق معايير الدولة الجديدة وترميم التقصير الثقافي والتربوي لإعداد جيل يتلاءم مع أهداف الثورة السورية . كما تعمل على ملاءمة المعاقين من الأطفال في المجتمع المدرسي وتقبلهم إضافة إلى «تخليد» الثورة في الأجيال بعد إسقاط النظام وخطط أخرى تتجدد مع تجدد الموقف الثوري.
ويميز هذه المديرية أنها تشكلت من الداخل بجهود الشعب السوري نفسه، وتسعى إلى جانب المقاتلين العسكريين لإسقاط النظام وبناء سوريا جديدة تعكس إرادة شعب لن يكسر كلما حاصره الموت احترف الحياة