بعد تسريبات عن زيارة وفد أمني سوري إلى العاصمة الإيطالية روما، برئاسة اللواء محمد ديب زيتون، ذكرت صحيفة السفير اللبنانية، أن وفدًا أمنيًا إيطاليًا وصل العاصمة دمشق، نهاية الأسبوع الماضي.
وفي صفحتها الأولى، اليوم الأربعاء 6 تموز، أوضحت السفير، المقربة من النظام السوري، أن العميد البرتو مانيتي، رئيس الاستخبارات الخارجية، زار دمشق نهاية الأسبوع الماضي، لاستكمال الملفات التي طرحت مع زيتون قبل أسبوع.
وتعزّز هذه التسريبات، إن ثبتت صحتها، ما قاله رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عن تواصلٍ مع عواصم أوروبية من تحت الطاولة، في لقاء مع قناة “SBS” الأسترالية.
ويحاول النظام ووسائل الإعلام المقربة منه، بشكلٍ غير رسمي، استثمار هذه الزيارات على أنها “اختراق” للعقوبات الأوروبية عليه، وإعادة لفتح قنوات اتصال مع الاتحاد بعد قطيعة استمرت أكثر من خمس سنوات.
لكّن محلّلين ينظرون إلى المسألة على أنها محاولة من الطليان للتنسيق حول أسماء اللاجئين المتوجهين إليها، بشكل غير شرعي، من خاصرتها الليبية في المتوسط أو عبر شمال إفريقيا عمومًا.
وتتخوف إيطاليا من وجود من تصفهم بـ “الإرهابيين” بين اللاجئين الذين يتدفقون إلى أراضيها، أو أن يكون بينهم من استثمر الفوضى في ليبيا، حتى لو لم يكن سوريًا.
وتخشى من تكرار سيناريو هجمات طالت عواصم أوروبية كباريس وبروكسيل، وتبنى تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي يتركز وجوده في سوريا والعراق، المسؤولية عنها.
وهذا ما لفت إليه تقرير “السفير”، رغم أنه صوّر المسألة على أن الطليان يسعون لإعادة فتح قنوات بين النظام وأوروبا، إذ أكّدت السفير أن دمشق استقبلت “الحلقات الاولى في الأجهزة البلجيكية والألمانية والإسبانية لعقد اتفاقات تحت الطاولة، تفضي إلى استئناف التعاون أمنيًا ضد الإرهاب، والحصول على لوائح أسماء الجهاديين الأوروبيين في قبضة الجيش السوري”.
تتميّز إيطاليا بسياسة أقل عدوانية من فرنسا وألمانيا تجاه النظام السوري، لكنّ هذا لا يعني أنها تستطيع التفاوض مع النظام منفردةً بمعزلٍ عن دول الاتحاد الأوروبي.
ما تستطيع إيطاليا فعله، أو هي بحاجة إليه بالضرورة، هي حماية أراضيها من خطرٍ خارجي، وهو ما يجعل فرضية وصول ديب زيتون، المدرج على قائمة العقوبات الأوروبية، إليها عبر طائرة خاصة من مطار بيروت “معقولةً”، مقارنةً بحجم الخطر الذي يهدّد الأمن الداخلي، من وجهة نظر روما.
يؤطّر النظام السوري ما يدور في الأروقة السياسية، المؤثرة أو المتأثرة في الوضع السوري، على أنه “نصرٌ” له وتراجعٌ في مواقف “الأعداء” تجاهه، وهذا خطاب موجه لقاعدته الشعبية المحلية والإقليمية ربما، لكنّ ذلك لا يعدو كونه محاولة لكسب جولة من المعركة الإعلامية مع خصومه، وقلّما يصل إلى المباحثات الرسمية.