بين أغصان الزيتون ورصاص البندقية … ثورة حتى النصر

  • 2012/04/24
  • 11:35 ص

جريدة عنب بلدي – العدد الثاني عشر – الأحد 22 نيسان 2012

عشق شعبنا السوري العظيم للحرية وتطلعه لمستقبل أفضل يكون فيه سيد نفسه فاق كل التوقعات وفجر المفاجأة الكبرى في آذار من العام المنصرم وكانت كل الرهانات على مدى تصميم هذا الشعب البطل وقدرته على مقاومة نظام امني شرس لطالما كانت يداه ملطخة بالدماء لكن أبناء سوريا الحرة اثبتوا أن حريتهم أغلى في عيونهم من أي شيء آخر فمضوا يشقون عباب بحور الظلم والإجرام بتصميم منقطع النظير أذهل العالم وسطر به أروع ملاحم البطولة ..

كان الطابع السلمي للثورة السورية هو السمة الحقيقية للحراك الشعبي حتى إن سلمية الحراك انسحبت على عناصر الجيش والقوات المسلحة الشرفاء فقرروا الانشقاق عن جيش النظام ممتنعين عن تنفيذ أوامر القتل .

 لكن القمع الشديد الذي ينتهجه النظام ضد حركة الاحتجاج وضد الأصوات المعارضة، ومحاصرة المدن والبلدات الثائرة وتقطيع أوصالها، واستمرار آلة القمع الأمنية العسكرية ، وبشاعة وفظاعة الجرائم التي ارتكبتها عصابات الأمن والشبيحة وازدياد حالات الانشقاق دفع بالعسكر المنشقين  إلى تشكيل الجيش السوري الحر والذي تحددت أهدافه في الدفاع عن المدنيين العزل في المناطق المنكوبة والتي شهدت دموية و إجرام وفجور النظام الاسدي الحاقد بالإضافة الى حماية المظاهرات التي كانت تواجه سلميتها بكل وحشية ودموية .

الجيش السوري الحر استطاع خلال فترة وجيزة أن يثبت وجوده على الارض من خلال عمليات نوعية في العديد من المناطق وبخاصة في محافظتي حمص وإدلب وتعالت الأصوات المنادية بدعمه لوجستيا وماديا على المستوى الشعبي وحتى على المستوى الدولي من خلال نداءات الدعم التي اطلقتها العديد من الدول بعد أن عجزت عن ثني روسيا عن موقفها الداعم والمدافع عن النظام السوري وهو ما كان وما يزال يشكل العائق الاساسي في اتخاذ قرار دولي جاد تحت البند السابع يجبر النظام السوري على الالتزام بنقاط الحل التي طرحت من خلال العديد من المبادرات .

هذا العجز الدولي في اجبار بشار الاسد على التنحي خلق عند شريحة واسعة من احرار الثورة السورية يأسا من سلمية الثورة وباتت واثقة من أن الحل لم ولن يكون إلا من خلال عمل عسكري والجيش السوري الحر هو ركيزته وهو ما خلق جدالا واسعا حول سلمية الثورة وعسكرتها وأي السبيلين انجع واجدى لتحقيق أهداف الثورة ومالبث هذا الجدال أن يتحول الى خلافات ترددت اصداءها في العديد من الأروقة

أسئلة عديدة طرحت ما جدوى النضال السلمي في مواجهة دموية النظام وإجرامه الغير مسبوق المثيل ؟

هل من المفيد مواجهة دبابات النظام وصواريخه ومدفعيته وشبيحته بالصدور العارية وبأغصان الزيتون ؟

هل سنتمكن من الانتصار على نظام بشار الاسد و اجباره على التنحي من خلال مظاهرات كانت ومازالت في العديد من المدن محدودة بسبب وحشية هذا لنظام وكم نحتاج من السنين لتحقيق ذلك مع الارتفاع المستمر والمتزايد في عدد ضحايا الثورة ووحشية النظام ؟

أليس من الاجدى حمل السلاح والدفاع عن النفس ومواجهة النار بالنار والحديد بالحديد ؟

اليس الجيش السوري الحر بسلاحه وقوته هو الضامن الاقوى لاستمرار النضال والكفاح في مواجهة وحشية النظام ودمويته؟

أليس النشاط السلمي يعتبر الضامن الاساسي لتأييد المجتمع الدولي لقضيتنا وخسائره أقل ويعتبر هو أساس الثورة والأمثلة في التاريخ تشهد بنجاح هذا الاسلوب الثوري في الانتصار على اعتى الانظمة الدكتاتورية (ثورة الزهور في جورجيا – ثورات الربيع العربي في تونس ومصر واليمن ) ؟

ويبقى التساؤل الأهم هو : هل قمنا بممارسة النشاط السلمي بكافة اشكاله من اضراب واعتصام ومقاطعة لكل المؤسسات التي تدعم النظام ام ان ممارسة هذا النشاط قد اقتصر على احد صوره وهو التظاهر ؟

حتى نتمكن من القول بأن لا فائدة من سلمية النشاط ولا يمكن ان نحقق النصر على هذا النظام من خلال هذا النضال .!!!!

وهل كان العمل العسكري وفق منظومة تضمن عدم فداحة الخسائر وعدم ارتفاع وتيرة العنف ؟؟

هل يستطيع الجيش السوري الحر في الحالة الراهنة وعدم وجود خطوط امداد له ان يقوم بمواجهة عسكرية مفتوحة مع جيش النظام المدجج بالأسلحة ومن وراءه الدعم الروسي العسكري له؟

حتى نتمكن من القول بأننا قادرون على مواجهة نظام عصابات الاسد في معركة عسكرية مفتوحة !!!!!

ان حالة التكامل وتأسيس أرضية مشتركة بين النضال السلمي بكافة اشكاله والجيش السوري الحر في حدود الأهداف التي تم تشكيله من أجلها ووفق خطط محكمة وتحقيق درجة عالية من التنسيق بين قيادات النضال السلمي والعسكري يشكل الخطوة الأهم في طريقنا الى النصر ويعزز صفوفنا بالتلاحم والتعاضد وهو ما يربك عدو لطالما كان يحاول زعزعة صفوفنا من خلال زرع النعرات والخلافات

كما ان حالة التكامل هذه تعزز التلاحم بين المؤسسة المدنية والعسكرية وتشكل ضمانًا للاستمرار وعدم الانزلاق الى مواجهات طائفية وتجبر المجتمع الدولي بما فيه روسيا والصين عاجلًا أم آجلًا على التخلي عن هذا النظام الفاشي المجرم والإسراع في اتخاذ خطوات جادة وحقيقة للقضاء على هذا النظام

 

 

مقالات متعلقة

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب