طارق أبو زياد – ريف حلب
عادت حركة السيارات المدنية إلى أوتوستراد دمشق- حلب الدولي، بعد سيطرة المعارضة على مناطق واسعة من ريف حلب الجنوبي، وأبرزها تلة العيس وبلدة خلصة، وتعتبران النقطتين الرئيسيتين اللتين كانت قوات الأسد تستهداف الأوتوستراد الدولي منهما، رغم بعض الغارات الجوية شبه اليومية التي تنغص حركة المدنيين فيه.
وتسيطر المعارضة على مسافة 90 كيلو مترًا من الأوتوستراد، ممتدة من بلدة مورك في ريف حماة الشمالي، إلى منطقة خان العسل في ريف حلب الجنوبي، ويعتبر الطريق الشريان الرئيسي للمنطقة عمومًا، بسبب انتشار المراكز المدنية الكبيرة على امتداده كمدينة سراقب ومعرة النعمان في ريف إدلب.
ثائر العشي، سائق سيارة شاحنة، ويعمل على نقل البضائع بين المناطق المحررة، قال لعنب بلدي إنه عاود عمله على الأوتوستراد الدولي بعد تأمينه، موضحًا “هذا الأمر وفر عليّ الكثير من المصاريف والخسائر”.
تكلفة حمولة سيارة واحدة من ريف حلب إلى ريف حماة كانت تصل إلى 70 ألف ليرة سورية قبل فتح الطريق، إلا أنها انخفضت حاليًا إلى 50 ألف ليرة، لأن المسافة أصبحت أقصر واحتمالية تعطل الإطارات والسيارة أصبحت أقل، على حد وصف العشي، الذي اعتبر أن إيجابيات فتح الطريق لا تقتصر على السائقين فقط، بل على التجار وحتى المستهليكن لانخفاض تكلفة نقل البضائع بالعموم.
سهولة في التنقل
بدوره تحدث الشاب فاروق العبيسي لعنب بلدي، وهو نازح من مدينة حماة ويملك حافلة لنقل الركاب على خط المعرة- سرمدا، وقال إن توقف الحركة على الأوتوستراد بسبب المعارك في الفترة الماضية، سبب عدة مشاكل، أبرزها زيادة تكلفة نقل الركاب بسبب تغيير الطريق.
وأشار العبيسي إلى أن ما سبق، إضافة إلى طول الطرقات الفرعية وتعطل السيارة إثر سيرها على طرقات غير معبدة ومليئة بالحفر، دعاه إلى إيقاف عمله فترة من الزمن، قبل أن يفتح الطريق من جديد مؤخرًا، لافتًا “بعد عودة الطريق للعمل أصبحت المهمة بالنسبة لي أسهل بكثير، كما أن الركاب أصبحوا لا يتأخرون عن مواعيدهم”.
لا تقتصر فائدة فتح الأوتوستراد الدولي على الشاحنات ونقل البضائع والركاب، وإنما سهل في تنقل المدنيين بين منطقة وأخرى من خلاله، فهو” أسلس في الحركة وأسرع”، كما يصفه الأهالي، كما أن أغلب المناطق الحيوية التي يقصدها المدنيون تقع على أطرافه أو بالقرب منه، وتجنبهم المرور بالطرقات الزراعية التي يضيع من يسلكها إن لم يعرفها جيدًا.
مدنيون يتخوفون من المرور
ورغم أن الحركة عادت بشكل جيد إلى الطريق، إلا أن بعض المدنيين مازالوا يتخوفون استخدامه في ظل استهدافه المتكرر بشكل شبه يومي من الطيران الحربي، ما يجعل من يقصده عرضة للخطر.
سامر العدس من مدينة إدلب، اعتبر في حديثه لعنب بلدي، أنه وحتى اليوم لا توجد حركة طبيعية على الأوتوستراد الدولي، فهناك الكثير من المدنيين يتخوفون من المرور فيه بسبب القصف، مشيرًا إلى أن “العبور من الطرقات البديلة مايزال مفضلًا لدى البعض”، معللًا رأيه بعبارة “بالمال ولا بالعيال”.
وكان “جيش الفتح” باشر أولى هجماته على مواقع قوات الأسد في ريف حلب الجنوبي، آذار الماضي، واستطاع استعادة عدد من القرى والبلدات التي تقدمت إليها قوات الأسد سابقًا، وأبرزها خان طومان وتلة العيس، كما سيطر على بلدة خلصة، 18 حزيران الماضي.
ورغم الصعوبات التي يواجهها المدنيون على الأوتوستراد، إلا أنه أصبح آمنًا إلى حد ما من قذائف قوات الأسد وميليشياته، فأقرب نقطة إليه في الوقت الراهن في سد خان طومان، الذي يبعد مسافة تسعة كيلومترات عنه، إضافة إلى تلال بلدة خلصة بين الطريق والسد، ويتوقع الأهالي زيادة الحركة في الأيام المقبلة على الأوتوستراد.