منحبك يا حرية وبس…
جريدة عنب بلدي – العدد الثاني عشر – الأحد 22 نيسان 2012
كلما لاح لي طيفها ابتسمتُ وملأت ضحكاتي أرجاء مخيلاتي، لتتسابق دقات قلبي فترسم لها صورة في سماء ذاكرتي، ترويها من شراييني التي تنبض باسمها، فرحلتي هذي كلها لأجلها، لأدفع مهرها الثمين لا قراريط ذهب وفضة، بل أياماً أختلي وإياها، أبادلها أجمل وأصدق المشاعر، وأقص عليها القصص عما يفعله سجاني، ولكنني أتجرع الآهات لأجلها، فهي حبي الأول، ولها نسجت قصائدي، وعلى وتر حروفها غنيت ترانيمي وأشعاري.
لطالما عاهدتها أن أبقى وفياً لها، وأن أخلص في حبها، بل وسأضحي بحياتي لأجلها، ولطالما غمرتني نشوى ذكراها فأفاضت علي حبوراً كنت أخفيه حتى لا يراه سجاني فيقيده كما قيدني ليبعدني عنها.
حدّثت رفاق زنزانتي عنها وعن أحلامنا التي حكناها معاً من خيوط الشمس الذهبية، وقررنا أن ننشرها لتملأ الأفق حياة وسكينة، ولكن الغبطة اعترتني إذ وجدت منهم من سبقني لحبها، ولم تراودني مشاعر حقد على ذاك العاشق، بل حاولت أن أتعلم منه فنوناً في حبها، وساعدني في رسم صورتها، وشرعنا جميعنا نلوّن تضاريسها لنزيّن بها أفق عالمنا.
وبدأنا نتبادل الأدوار بانتظار طيفها أن يمر أمامنا، فبات كل عاشق يغفو دقائق تاركاً الولهان الآخر ينتظرها خوفاً أن يسرق أحد طيفها، فكلنا نذرنا أنفسنا حراساً لها، ويداً واحدة لحمايتها، حتى السراب اتّحد معنا يوماً، فصوّر لنا الأبواب الموصدة قد فُتحت، والقيود كُسرت، أمسكنا بأيدي بعضنا وبقوة لندرك هل نحن نيام أم مستيقظون في عالم الموتى؟ ومع أننا أدركنا أنه سراب مر أمام محيانا، إلا أننا قلناها وبصوت واحد:
منحبك يا حرية وبس….
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :