“تخلصنا ممن نحبهم يشبه تحولنا إلى يباس يقودنا إلى قوتنا التي ننتظر تحولها إلى كراهية بهيجة”، عبارة مقتبسة من رواية “مديح الكراهية”، وتلخّص شيئًا من معنى اسمها.
وهي ثالث روايات خالد خليفة، نُشرت للمرة الأولى عام 2006 عن دار إميسا في بيروت، وتم ترشيحها في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية “بوكر” عام 2008، كما اختارها موقع قائمة “ميوزي” من ضمن أفضل مئة رواية عبر التاريخ، وترجمت إلى ثماني لغات أجنبية.
تقع الرواية في 421 صفحة، طبعة دار الآداب، من القطع المتوسط، وتجري أحداثها في ثمانينيات القرن الماضي، وتحديدًا في إحدى عائلات مدينة حلب، تعالج الرواية قضايا القمع السياسي والديني، وتحكي عن الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطة، وشيوع الكراهية بين الناس في تلك الحقبة التاريخية.
سنغوص بين الصفحات على لسان الراوية، وهي شابة تروي قصتها منذ صغرها وحياتها بين خالتها وعالمهنّ النسائي، وحتى دخولها الجامعة ومن بعدها السجن بسبب نشاطاتها السياسية، نقرأ ذلك كله مع مزيج من مشاهداتها ومشاعرها في مسيرتها تلك خلال فترة تاريخية حرجة، والكراهية التي تملأ قلبها تجاه “أبناء الطوائف الأخرى” مع كل العنف والدم حولها، ليكون دخولها عالم السجن نقطة تحول أساسية في تطوير شخصيتها و”كراهيتها” للكراهية.
ويتمثل هذا التحول والتطور في اقتباسِ من الرواية “السجن يعلمك قوانين بقائك حياً، في خفة الوزن وانعدام الرؤية، يصبح للحياة قيمة مختلفة، لا يعرفها إلا من تذوق طعم حرمانه من النظر بحرية إلى الشمس والركض للاحتماء بجدار من مطر مباغت، كل العادات التافهة في الخارج تكتسب معانٍ جديدة، كشرب فنجان قهوة بكسل وتراخٍ تحت أشعة شمس حارقة”.