أحمد الشامي
هدير المعارك لا يجب أن يلهينا عن تطور نوعي في الصراع بين الشعب السوري ونظام العصابة اﻷسدي يمثله دخول حزب إيران وميليشيات شيعية عراقية وعناصر من الباسيج بشكل واسع إلى المعركة. هذا الدخول له دلالات لا تخفى على المراقب اللبيب، أولها أن نظام العصابة لم يعد سيد قراره ولا عاد قادرًا على التحكم بمصيره. بحسب المقاتلين على اﻷرض، فأكثر المهاجمين في القصير هم من حزب «نصر الله» واﻷقلية هي من عسكر اﻷسد.
بكلمة أخرى، أصبح دور العصابة الحاكمة ينحصر في تقديم غطاء «سوري» ودعم جوي للاحتلال اﻹيراني للشام عبر ميليشيات حزب الله ولواء أبو الفضل العباس والباسيج.
جغرافيًا، يهدف الغزاة إلى خلق تواصل جغرافي بين الساحل «العلوي» والمناطق الشيعية في لبنان انتهاء إلى تخوم دمشق وحمص.
بحكم رجحان دور حزب إيران في هذه الجبهة، نستطيع أن نعتبر أن حلم الدولة العلوية الخالصة يبتعد عن متناول اﻷسد لصالح كيان شيعي عابر لحدود «سايكس بيكو» مرتبط عضويًا بإيران وتابع لروسيا، يهمّش الدولة اللبنانية وتلعب فيه الطائفة العلوية دور الخادم المطيع والمنفذ ﻷوامر ورغبات الولي الفقيه في طهران و «الشبيح» غير الفقيه في موسكو.
هناك نتيجة قانونية هامة «للتعاون» العسكري بين جند اﻷسد وجند إيران. الجندي اﻷسدي الذي يقاتل إلى جانب اﻹيراني والروسي واللبناني الشيعي ضد مواطنيه السوريين هو خائن بكل المقاييس ودوره في هذه الحرب يتلخص في العمالة للأجنبي، حتى لو تحجج بوجود «رابط طائفي» بينه وبين هؤلاء.
الجيش اﻷسدي ظهر على حقيقته كميليشيا «حركية» تحتل البلد لصالح اﻷجنبي، مثله مثل «الحركيين» الجزائريين الذين وضعوا أنفسهم في خدمة المحتل الفرنسي.
تحرير سوريا من هذا الاحتلال يبدأ من «القصير».