رياح الأزمة تعصف بالمطاعم وعمالها يبحثون على البديل
عنب بلدي – العدد 66 – الأحد 26-5-2013
تراجع كبير يشهده قطاع المطاعم في دمشق هذا العام مقارنة بالوقت نفسه من الأعوام السابقة، فلم يكن من المألوف أن نرى مطاعم ومقاهي دمشق شبه خالية بعد أن كانت تُعرف باكتظاظها بزبائنها حتى ساعات الليل المتأخرة، حتى مع اقتراب الثورة إلى أطراف العاصمة.
فقد غابت عن معظم السوريين تلك الجلسات المسائية التي كانوا يقضونها في المقاهي والمطاعم مصحوبة بأجواء «الأركيلة» ولعبة الطاولة والورق، بعد أن أغلقت بعض المطاعم أبوابها في ضواحي العاصمة بسبب التوتر الأمني التي تشهده، في حين شرعت مطاعم قلب العاصمة بتقليص ساعات العمل بسبب قله الزبائن.
وفي حديث خاص لعنب بلدي مع السيد «حسام» صاحب أحد المطاعم في منطقة الصالحية بدمشق ذكر أنه وفي الأشهر الماضيه شهد مطعمه تراجعًا كبيرًا في حركة الزبائن، وذلك مع وصول التوتر الأمني إلى قلب العاصمة مما دفعه إلى تقليص عدد ساعات عمله إلى 8 ساعات بعد أن كانت 16 ساعة، و صرف 11 عامل لتقليص حجم الخسائر التي يتعرض لها مطعمه.
ولم تكن مطاعم ومقاهي ريف العاصمة بحال أفضل، فمطاعم منطقة بلودان في ريف دمشق التي كانت تعج بالزبائن طيلة أيام الأسبوع، وتتضاعف الأعداد أيام العطل، تراها اليوم شاغرة، تستجدي دخول زبون واحد، وهي التي كانت تشترط الحجز المسبق، ففي لقاء اخر لعنب بلدي مع السيد «فادي» مدير أحد المطاعم هناك قال السيد إن « حركة زوار المطعم والإقبال تأثرت بسبب الأحداث والمظاهرات بنسبة 80%، وبدأ تأثير الأحداث بعد أسبوع من خروج المظاهرات»
ويتابع السيد فادي انه وفي مثل هذه الاوقات تكثر حركة الوافديين السوريين والأجانب إلى هذه المنطقه وخاصة في أيام العطل، ولكن وبعد الأحداث أصبحت الحركة يوم الجمعة ضعيفة جدًا، كما تم تخفيض ساعات الدوام وخاصة في المساء، حيث أصبحت أغلب المطاعم تغلق أبوابها في وقت مبكر.
وعن الخسائر التي تعرض لها قطاع المطاعم قال فادي: إن الخسائر تقسم إلى قسمين خسائر مادية تعرضت لها إدارة المطاعم في ظل الإقبال الضعيف وتقدر بنحو 80% ، والقسم الثاني هو خسائر بالنسبة للعمالة، فمدينتي بلودان والزبداني لوحدها كانت تؤمن 2000 فرصة عمل للمطاعم فقط، في حين أصبحت تقتصر اليوم على أصحاب المطاعم وبعض العاملين المقربين من الإدارة.
وفي الجهة المقابلة، عبر عدد من موظفي المطاعم عن قلقهم الكبير إزاء التراجع الكبير في حركة الزبائن، حيث أكد موظف في أحد مطاعم طريق المطار أن «وضع العمال المثبتين جيد، لكن كل عامل لم يتجاوز مدة عمله الثلاثة أشهر تم صرفه من الخدمة حتى لو كانت مؤهلاته جيدة، وهناك توفير من كافة النواحي فقد تم إعطاء إجازات إجبارية للموظفين للتخفيف من المصاريف».
من جهته، قال «عامر» الموظف في أحد مطاعم الربوة، أنه «بينما كانت الطاولات في أيام الجمعة العام الماضي كلها محجوزة, لم تشهد أيام الجمعة مؤخرًا دخول أحد من المواطنين، مما دفع بإدارة المطعم إلى صرف 10 موظفين لديها، لافتًا إلى أن حجم العمل لم يعد متناسبًا مع أسعار المواد الأولية ورواتب الموظفين لديها»، وأكد على أن استمرار انخفاض مستوى العمل سيدفعه إلى ترك هذا المجال والبحث عن مورد جديد كونه يعيل أفراد أسرته الستة، بالإضافة إلى والديه، وذلك لتأمين الحاجيات الأساسية لهم، لافتاً إلى أن هذا الحال أصاب العديد من زملاء مهنته ما اضطرهم إلى تغير العمل والبحث عم مورد رزق آخر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :