هناك على مقربة من مسرح الجريمة، في إحدى زوايا حلب “المحررة”، ثمة غادر يتراقص فرحًا، بعدما نجح بكتم صوتٍ جديد طالما صدح بالحقيقة، وأغلق عدسة وثّقت قبل تنحيها احتراق حلب.
آلاف السوريين بكوا خالد العيسى، ونعوه، وزينوا صفحاتهم وحساباتهم الإلكترونية بصور ولوحات، عنوانها الأبرز: ابتسامة خالد.
كلمات هزّت المشاعر حينما أعلنه أصدقاؤه شهيدًا، صدحت بها والدته السيدة غالية الرحال، وشقيقه في الثورة الناشط الجريح هادي العبد الله، وأبوه الروحي الناشط رائد فارس.
تساؤلات جمّة حملها الإعلام الثوري والفضاء الإلكتروني وناشطون شكّل رحيل خالد صدمة لهم: من ذا الذي يجعل خالد الهادئ المبتسم هدفًا له؟.. من ذا الذي يتساوى مع الأسد إجرامًا واغتيالًا للحقيقة؟
رحل ابن كفرنبل الخضراء، ولم يتم الرابعة والعشرين من عمره، وغيّبت الحرب وجهًا بسّامًا آخر سيذكره السوريون، وسيخلّده أقرانه ممن آثروا أن يكونوا عين الحقيقة في سوريا.