فرضت السلطات اللبنانية، الثلاثاء 28 حزيران، حظرًا للتجوال على اللاجئين السوريين في منطقة القاع اللبنانية الحدودية مع سوريا، عقب تعرّض المنطقة لثمانية تفجيرات أودت بحياة خمسة أشخاص.
جاء ذلك في وقت أكّد فيه وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، أنّ الانتحاريين الذين نفّذوا التفجيرات جاؤوا من داخل الأراضي السورية، وليس من المخيّمات المنتشرة في المنطقة، حسبما نقلت وسائل الإعلام اللبنانية.
وشهدت منطقة القاع موجة تسلّح بين السكان المحليين، شملت النساء منهم، إثر التحذيرات التي أطلقتها الحكومة اللبنانية اليوم من إمكانية “تزايد خطر الإرهاب” في القرى المنتشرة في منطقة البقاع شمال لبنان، فيما دعا رئيس بلدية القاع، الليلة الماضية، السكان لإطلاق النار على أيّ شخص “مثير للريبة”.
وتضع التفجيرات الأخيرة اللاجئين السوريين في المنطقة، أمام تعقيدات كبيرة، فيما يزيد الأمر سوءًا كون الغالبية منهم يقيمون بصورة غير قانونية بسبب التعقيدات التي تفرضها الحكومة اللبنانية على إجراءات تسجيل السوريين في السجلات الرسمية، ما يزيد احتمالات تعرّضهم للتضييق والمنع من الحركة، بينما يخشى الكثيرون منهم خطر الترحيل إلى سوريا.
وداهم الجيش اللبناني أمس الثلاثاء، مخيمات اللاجئين في منطقة القاع، وأوقف 103 أشخاص، قال إنّ “أوضاعهم غير قانونية”، بينما حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” من كون المنطقة تؤوي أعدادًا كبيرة من المستهدفين، سواء كانوا لبنانيين أو لاجئين سوريين.
وانتشر عناصر من “حزب الله” للمساهمة في تأمين المنطقة بالاشتراك مع السكان المحليين، في الوقت الذين يتعرّض فيه الحزب للانتقاد من شريحة واسعة من اللبنانيين بسبب قتاله في سوريا، إلى جانب قوّات الأسد، الأمر الذي يجعل الأراضي اللبنانية محل استهداف من وجهة نظرهم.
ووجّه مسؤولون أمنيّون لبنانيون أصابع الاتّهام إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، ولم يؤكّد الأخير مسؤوليته عن التفجيرات، بينما أشار قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، إلى وجود سيّدة من بين الانتحاريين الذين نفّذوا التفجيرات.
وشارك قهوجي في اجتماع عقده مجلس الوزراء اللبناني، الثلاثاء، للبحث في التطورات الأمنية في البقاع، أعرب خلاله رئيس الحكومة، تمام سلام، عن خشيته من “أن يكون ما حصل في القاع بداية لموجة من العمليات الإرهابية في مناطق لبنانية مختلفة”، ودعا إلى توحيد الموقف الوطني في مواجهة الإرهاب.
وضربت ثمانية تفجيرات بلدة القاع ذات الغالبية المسيحية، نفّذها انتحاريّون على دفعتين، إحداهما فجر الاثنين، والأخرى خلال الليلة الماضية، أودت بحياة خمسة أشخاص إلى جانب عشرات الجرحى، في تطوّر يرى فيه المحللون أنه امتداد للحرب في سوريا، يتحمّل اللاجئون السوريون الجزء الأكبر من تداعياته.
–