استقلال القرار السوري
عنب بلدي – العدد 65 – الأحد 19-5-2013
لم تعد أسماء الجمع مهمة على الإطلاق، قلة من الناس تعرف اسم الجمعة الماضية، أقل منهم بكثير من يعرف اسم الجمعة التي قبلها، ولكن بالرغم من ذلك تبقى أسماء الجمع معبرة وذات دلالة.
(استقلال القرار السوري) هو اسم الجمعة الماضية، والتي يبدو أنها كانت كرد على مؤتمر جنيف 2 الذي تسعى روسيا وأمريكا لحل الوضع السوري من خلاله بغض النظر عن ما يريده السورييون.
تعاني الثورة من كثرة اعتمادها على أصدقائها (المفترضين) إلى حد التماهي، مؤسف فعلًا أن يكون للخارج هذا التأثير في مسار الثورة والسياسة السورية، فقد ظهر هذا في تشكيل رئاسة الأركان بقيادة سليم إدريس ثم في تشكيل الائتلاف وبعده الحكومة، وليس هذا بعيدًا عن ما يحدث في الداخل (وإن كان بأشكال أكثر تشابكًا)، فما نشهده من تنافس محموم على نفوذ (وهمي) ليس إلا انعكاسًا لإرادة الداعمين إحيانًا.
تسمية (الاستقلال السوري) جاءت لتعبر عن فقدان الأمل من كل هؤلاء، هي بمثابة إعلان اليأس من أي دعم ممكن. هي بمثابة العودة إلى الله بعد اليأس من عباده.
قد تكون العودة للقرار الوطني والتأكيد على استقلاله متأخرة وجاءت بعد الفشل في الاستفادة من (رهن القرار الوطني) وقد تكون بمثابة الاستشراف بعد أن فشل عكس ذلك، ولكن يبقى إدراك الحقيقة ولو متأخرًا خير من عدم إدراكها على الإطلاق.
الحلول في سوريا جميعها معقدة وشديدة التشابك، وليس هنالك من حل سهل ولا يوجد وصفة سحرية، ولكن قناعتنا أن أي حل لا يمكن أن ينجح ما لم يبدأ بالتأكيد على استقلال القرار الوطني.
استقلال القرار الوطني هو ما قام السوريين لأجله بعد أن سلبهم إياه بشار الأسد ونظامه المافيوي، فلنملك ثورتنا ولنقلع شوكنا بأيدينا، وهو ما نأمل أن السوريين بدؤوا بإدراكه من جديد
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :