عنب بلدي – العدد 65 – الأحد 19-5-2013
بث ناشطون على الانترنت تسجيلات مصورة لعناصر من جبهة النصرة تنفذ إعدامات ميدانية لعدد من مؤيدي نظام الأسد، فيما توعدت قيادة أركان الجيش الحر أنها ستعاقب أي «شخص يرتكب مخالفات»، كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس إدراج أبو محمد الجولاني -زعيم الجبهة في سوريا- على قائمة الإرهاب.
نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تصويرًا مسجلًا يوم الخميس 16 أيار، يظهر فيه رجلًا ملثمًا يطلق الرصاص على 11 رجلًا في مؤخرة الرأس، بعد قراءته لبيان يقول فيه أن المحكمة الشرعية في دير الزور قضت بإعدام «الجنود المرتدين، الذين ارتكبوا مذابح في سوريا»، وأعاد مقاتل النصرة إطلاق النار عليهم مرة أخرى ليتأكد من قتلهم.
كما أعدم مقاتلو النصرة ثلاثة ضباط في ساحة عامة بمدينة الرقة التي تقع تحت سيطرة المعارضة يوم الثلاثاء 14 أيار، بإطلاق الرصاص عليهم أمام تجمع كبير من أهالي المدينة، لكن البيان الذي قرأه أحد المقاتلين نسب النصرة إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، ليؤكد الانشقاق في صفوف النصرة، إذ نفى قائدها أبو محمد الجولاني ارتباط الجبهة بدولة العراق في وقت سابق، فيما تبع عملية الإعدام إطلاق رصاص كثيف في الهواء.
وفي سياق متصل تناولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلًا لمقاتل في الجيش الحر (يدعى أبو صقار) وهو يخرج أحشاء جندي قتيل من قوات الأسد، ويأكل جزءًا منها، ما أثار ردودًا دولية ومحلية، كما أعربت الولايات المتحدة عن «استيائها الشديد إزاء الفيديو»، لكن أبو صقار رد في تسجيل آخر نشر الجمعة 17 الجاري يقول فيه «مستعد لأن أحاسب على أفعالي، بشرط أن يحاكم بشار وشبيحته على الجرائم التي ارتكبوها ضد نسائنا وأطفالنا»، وأجاب عن سؤال وجه له عن السبب الذي دفعه للتمثيل بالجثة بأن الهاتف الذي كان مع الجندي يحوي مقاطع فيديو له، وهو «يغتصب نساءًا ويحرق جثثًا ويبتر أطراف أسرى».
فيما توعدت قيادة أركان الجيش الحر في بيانٍ لها معاقبة أي مخالف «للقيم التي يدفع ثمنها الشعب السوري»، وجاء في البيان: «أي فعل يخالف القيم التي يدفع ثمنها الشعب السوري الثائر من روحه ودمه ورزقه ومأواه، لن يسكت عنها وسيعاقب عليها المسيء وبشدة، حتى ولو كان أحد العناصر المنتسبة إلى الجيش السوري الحر».
من جانبه اعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان ما قام به أبو صقار «رد فعل غير متكافئ» وأدان المرصد هذه الأفعال أيًا كان مرتكبها»، وأكد رئيس المرصد رامي عبد الرحمن نشر المرصد بانتظام لفيديوهات مماثلة لفيديو أبو صقار أو لعمليات إعدام تنفذها جبهة النصرة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إدراج أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة -التي وضعت مقاتلي حزب الله في سوريا على رأس أولوياتها- على قوائم الإرهاب، بسبب علاقته بتنظيم القاعدة ومبايعته لزعيمها أيمن الظواهري.
وقالت الوزارة: «إن الرؤية الطائفية للجولاني وجبهة النصرة، تخالف تطلعات الشعب السوري، بما في ذلك غالبية المعارضة السورية»، مشيرة إلى أن «الإيديولوجيا المتطرفة ليس لها مكان في سوريا ما بعد الأسد».
يذكر أن الائتلاف الوطني السوري المعارض يواجه صعوبات بحصوله على الاعتراف الدولي، نظرًا «للقلق الدولي من ممارسات المتطرفين» والمخالفات التي تقوم بها جبهة النصرة مؤخرًا، وتوجه الانتقادات للائتلاف لعدم قدرته على التحكم بجميع القوى المقاتلة على الأرض.