داريا بلا أراض زراعية ولا عرائش عنب

  • 2016/06/26
  • 7:00 ص

عنب بلديداريا

يتفقد ماهر أبو محمد يوميًا ما تبقى من عريشة العنب المزروعة في حديقة منزله المدمر، ويعتني بها رغم تضررها بقصف ببرميل متفجر، هدّم منزله ولم يبق منه سوى عروق خضراء تتخللها حبات خجولة من العنب، بقيت صامدة في وجه القصف.

وتبكي داريا، مدينة العنب، عنبها البلدي والزيني، فهي لم تعد تسمع أصداء أصوات باعة الخضار في الأسواق الدمشقية، والتي لطالما نادت بالعنب الداراني وجودته، بينما تبقى الغصة في نفوس مزارعي المدينة الذين مازالوا ورغم الخسارة، يتغنون بعنبهم وأصنافه التي تميز منبع العنب في ريف دمشق الغربي.

أبو محمد، مزارع في داريا، قال لعنب بلدي إن مدينته وحدائق منازلها كانت في السابق مغطاة بعرائش العنب الداراني، إذ لا يكاد يخلو منزل منها “فهي الزرعة المفضلة لدى جميع المزارعين وهي من ميزتهم”، مضيفًا “كانت علاقة الحب تربط الفلاح بشجرة العنب، فكان يعتني بها كل يوم ويراقب نموها وهذا ما جعلنا نتميز بهذه الزراعة”.

زراعة العنب تراجعت خلال السنوات الأخيرة

تراجعت زراعة العنب في المدينة خلال السنوات الأخيرة مع التضخم العمراني، ما دفع المزارعين إلى استثمار الأراضي في منطقة الديرخبية ومزارع خان الشيح، وصولًا إلى القنيطرة وأراضي حوران، والذين زرعوا مساحات واسعة من العنب في تلك المناطق، وفق “أبو محمد”، إلا أنه ومع بدء الثورة تراجعت الزراعة “بسبب اشتعال المنطقة وحاجة العنب إلى عناية مستمرة”.

حال العنب في المدينة كحال الزراعة التي توقفت بشكل كامل فيها، إذ تلفت جميع عرائش العنب بسبب القصف، وخاصة خلال الحملة الأخيرة التي شنها النظام قبل نحو شهر مستهدفًا الأراضي الزراعية للتضييق على أهالي المدينة.

“ورثنا زراعة العنب أبًا عن جد فكانت في المرتبة الأولى لدى جميع المزارعين، ما أكسبهم خبرة كبيرة في زراعتها، فالعنب الداراني هو أجود أنواع العنب في سوريا”، يقول المزارع هيثم أبو عبدو، مشيرًا في حديثه إلى عنب بلدي أن العنب والتين والتوت وغيرها من الفاكهة ساعدت الأهالي كثيرًا خلال سنوات الحصار منذ عام 2012.

يبتسم أبو عبدو متابعًا حديثه “خفف العنب عنا وطأة الحصار وقساوته، فإضافة لأكله، كنا نشرب عصيره  في رمضان ونأكل ورقه عندما يشتد بنا الجوع، أما هذا العام فقد حرمنا منه بشكل كامل، بعد سيطرة النظام على المناطق التي تنتشر فيها عرائش العنب بينما تلف ما تبقى منها داخل المدينة بسبب القصف”.

ووثق المجلس المحلي في المدينة خسارة قرابة 300 دونم من الأراضي الزراعية لصالح النظام خلال الحملة الأخيرة، وقال مدير المكتب الإغاثي في المجلس، هيثم غزال، لعنب بلدي إن القسم الأكبر من عرائش العنب سيطرت عليها قوات الأسد منذ بدء الحملة بينما تلف معظمها بسبب عدم قدرة الفلاحين على الوصول إليها باعتبارها مناطق عسكرية مستهدفة.

وعمد النظام في الفترة الأخيرة بحسب غزال إلى “توجيه نيرانه نحو كل عرق أخضر في المدينة”، وختم حديثه “كل ما تشاهده  طائرات الاستطلاع من أراض مزروعة أو أشجار أو أي شيء يدل على الحياة، يعتبر هدفًا للبراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا