الأمم المتحدة تصفها بـ"عاصمة البراميل"
الأسد يحرق داريا عقب كسر “الحر” حصارها لساعات
عنب بلدي – داريا
أحالت قوات الأسد مدينة داريا في الغوطة الغربية لدمشق دمارًا فوق دمارها، إذ كثف الطيران المروحي غاراته وأمطرها بمئات البراميل المتفجرة، عقب محاولات من فصائل “الجيش الحر” فتح طريقها مع المعضمية، وتزامنًا مع تصعيد في الحملة الشرسة التي تشنها القوات على أطراف المدينة بهدف اقتحام معاقل “الجيش الحر” فيها.
وحاولت القوات على مدار الأسبوع الماضي اقتحام المدينة، وأوضح مراسل عنب بلدي في داريا أن المحاولات أصبحت “أكثر عنفًا” على جبهتها الجنوبية، السبت 25 حزيران، وسط قصف بالبراميل المتفجرة و صواريخ أرض- أرض، وقذائف الهاون والمدفعية من جبال الفرقة الرابعة، وفي ظل تحليق طيران الاستطلاع في سمائها.
“الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” العامل في المدينة أعلن عن إصابة قائد مجموعة الحملة في صفوف قوات الأسد أثناء محاولة اقتحامها صباح السبت، من الجهة الجنوبية الغربية، إضافة إلى إصابة ثلاثة عناصر ومقتل عنصرين آخرين، بينما أعلن “لواء شهداء الإسلام” قتل وجرح عناصر من القوات خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى تدمير آليات ثقيلة، من ضمنها عربات شيلكا وكاسحات مصفحة روسية.
حصيلة البراميل المتفجرة التي استهدفت الأحياء السكنية في داريا وثقها المجلس المحلي في المدينة، وبلغت حتى عصر السبت 25 حزيران، 38 برميلًا متفجرًا، وثمانية صواريخ أرض- أرض (من نوع فيل)، إضافة إلى ما يزيد عن 270 قذيفة مدفعية، بينما أحصى المجلس أكثر من 350 برميلًا متفجرًا بين 8 و 20 حزيران الجاري، في تصعيد اعتبره يهدف إلى “إحراق” المدينة ومن تبقى من سكانها البالغ عددهم حاليًا ثمانية آلاف.
وصعّدت قوات الأسد من قصفها ومحاولاتها اقتحام داريا، متجاهلة تصريحات مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، خلال جلسة لمجلس الأمن بخصوص الأوضاع الإنسانية في سوريا، الجمعة 24 حزيران، إذ قال إن مدينة داريا أصبحت العاصمة السورية للبراميل المتفجرة، مضيفًا أن “المسؤولين عن إلقاء البراميل في سوريا سوف يحاسبون”.
محاولات لفتح طريق داريا– المعضمية
التصعيد الذي وصفه الأهالي بـ”الهمجي” يأتي ردًا على هجوم معاكس شنته فصائل “الجيش الحر” على نقاط عسكرية تابعة لقوات الأسد على المحور الشمالي الغربي لمدينة داريا، الأحد 19 حزيران، وتركز باستهداف نقاط تمركز القوات على طريق داريا- المعضمية، نجح خلالها “الجيش الحر” في السيطرة على معظم أجزاء الطريق والوصول إلى مدينة معضمية الشام المجاورة لساعات، إلا أنه ما لبث أن انسحب تحت وطأة قصف مكثف استهدف الطريق.
وتحدثت عنب بلدي حينها إلى النقيب سعيد نقرش (أبو جمال)، قائد لواء “شهداء الإسلام”، وأوضح أن الهجوم يأتي في سياق الرد على الخرق اليومي لاتفاق “وقف الأعمال العدائية” منذ ما يزيد عن شهر، ورفض النظام السوري جميع المبادرات التي قدمت لوقف إطلاق النار، واستمراره في محاولات يومية لاقتحام المدينة.
وأشار نقرش إلى أن “الجيش الحر” سيطر على 15 نقطة عسكرية لقوات الأسد كانت تفصل داريا عن معضمية الشام، خلال عملية عسكرية وصفها بـ”الخاطفة”.
ووفق المعطيات الحالية فإن الهدن التي رعتها روسيا خلال الفترة الماضية في المدينة، أظهرت فشلًا ذريعًا، وخاصة مع تصعيد النظام السوري عملياته على أطرافها، ما حصد أرواح العشرات من عناصر “الجيش الحر”، الذي يشكل مقاتلوه نسبة 90% من أبنائها، وفق إحصائية سابقة للمجلس المحلي في المدينة، بينما لم تنجح قوات النظام في اقتحامها رغم محاولاتها المتكررة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :