كثرة الطلب واستمرار هجرة الأهالي منها
تجارة الأثاث المستعمل تنشط في محافظة الحسكة
بهار ديرك – الحسكة
نشطت تجارة الأثاث المستعمل في مدن وبلدات محافظة الحسكة، تزامنًا مع ارتفاع أسعار الأدوات المنزلية إلى مستويات وصفها الأهالي بـ”القياسية”، بينما تحوّلت أغلب المحلات التي كانت تعرض الأثاث الجديد إلى مراكز لبيع المستعمل، في ظل بيع الأهالي أثاث منازلهم قبل الهجرة من الحسكة.
وأحصت هيئة التموين التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في الحسكة 198 محلًا لبيع الأدوات المنزلية المستعملة في كل من مدينتي الدرباسية ورأس العين، وفق ما تحدث لعنب بلدي الموظف في الهيئة هوزان حسين.
تزايد حالات الهجرة من الجزيرة إلى كل من أوروبا وتركيا وإقليم كردستان العراق، والرغبة في الحصول على مال لتغطية نفقات الهجرة، ساهم بدرجة كبيرة في انتشار الظاهرة، التي لاقت إقبالًا واسعًا من أهالي المنطقة، وهذا ما أكده نايف طاهر، الذي هاجر من القامشلي قبل أشهر إلى ألمانيا، مشيرًا في حديثه إلى عنب بلدي “قبل سفري بعت محتويات منزلي كي أدفع للمهرب الأجرة”.
ووافق طاهر كثيرون، منهم حسين عبد الهادي، الذي يقيم حاليًا في كردستان العراق، وأوضح “كنت أملك منزلًا في مدينة الحسكة، لكن بما أنني لا أفكر بالعودة اتصلت مع أقربائي مؤخرًا بعد أن قررت بيع كافة محتوياته، بحكم الإقبال على شراء الأثاث المستعمل”.
تفاوت في الأسعار
ومن الأمور التي ساعدت على انتشار الظاهرة تفاوت الأسعار بين الأدوات الجديدة والمستعملة، وفق رضوان محمد، وهو صاحب محل لبيع الأدوات المنزلية في مدينة القامشلي.
وأطلع محمد عنب بلدي على أسعار تلك المواد، “يبلغ سعر البراد بأكبر أحجامه 300 ألف ليرة سورية، ويباع مكيف الهواء بـ 150 ألف ليرة، أما سعر فرن الغاز فيبلغ 145 ألف ليرة، وسعر غسالة الأوتوماتيك الصينية 200 ألف، بينما نبيع التلفاز المسطح بـ 170 ألفًا، وفلتر الماء بـ 75 ألفًا”.
لوحظت فروق كبيرة بين سعر الأداة المستعملة والجديدة، كما أن معظم من تحدثت إليهم عنب بلدي أكدوا أن المستعملة تكون غالبًا أفضل وأكثر جودة من الجديدة الموجود في الأسواق.
عنتر هلو، صاحب محل بيع أدوات مستعملة في مدينة الحسكة، تحدث لعنب بلدي عن أسعار المواد الموجودة في محله وأشار إلى أن سعر البراد المستعمل يبلغ 100 ألف ليرة سورية، وهو ما يعني أنه أقل بثلاثة أضعاف عن سعر الجديد.
ويباع مكيف الهواء في محلات المستعمل بـ 50 ألف ليرة، بينما يصل سعر الغسالة الأوتوماتيكية المستعملة إلى 70 ألفًا، ووصف هلو الأدوات بأنها “ذات جودة عالية ومن ماركات معروفة عالميًا و نظيفة”.
التكلفة الباهظة التي سيدفعها المشتري في حال حدوث عطل، دفع الأهالي لشراء المستعمل “المضمون”، كما أوضح علي حاجي، من ريف الحسكة، وأردف لعنب بلدي “تتوفر برادات جديدة في السوق لكن أغلبها ذات محركات صينية وقابل للعطل بسرعة، كما لا يوجد قطع تبديل”، منوهًا “في حال وجود عطل في محرك البراد سيكلف صاحبه 50 ألف ليرة لإصلاحه”.
ويقول أهالي الحسكة إن الوضع المعيشي المزري للمواطنين، نتيجة تحكم النظام من خلال أفرعه الأمنية بكافة نواحي الحياة يدفع بالمواطن لشراء المستعمل، وهذا ما أكده خالد جميل، وهو مواطن من مدينة الدرباسية تزوج قبل فترة قصيرة، وقال لعنب بلدي إنه استأجر منزلًا واضطر لشراء أثاثه من المحلات المستعملة نظرًا لوضعه المعيشي الذي وصفه بـ”الصعب”.
ويرى الأهالي أن الارتفاع الكبير في أسعار الأدوات المنزلية الجديدة، يعود إلى تداول الدولار الأمريكي بدلًا من الليرة السورية في كثير من الأحيان، وفرض أتاوات على تجار الأدوات، في سياسة تتبعها القوى المسيطرة والتي تتحكم بمداخل المدينة البرية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :