بندورة حوران تراجعٌ نحو النصف
عنب بلدي – العدد 65 – الأحد 19-5-2013
لا يزال مسلسل دمار القطاع الزراعي مستمرًا في ظل تصاعد العمليات العسكرية في البلاد، فقد أشارت منظمة «الفاو» إلى تراجع الإنتاج الزراعي السوري إلى النصف تقريبًا نتيجة للعمليات الحربية، في حين ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» على لسان مدير الزراعة إن «المساحة المزروعة بمحصول البندورة الصيفي والتكثيفي لهذا الموسم وصلت إلى 1400 هكتار من أصل المساحة المخططة البالغة 3603 هكتارات» وأن نحو 14% من الفلاحين السوريين لم يتمكنوا من جني ثمار محاصيلهم نظرًا للمخاطر الأمنية الكبيرة، وعدم توافر الوقود.
مما دفع بأسعار البندورة إلى تحطيم أرقام قياسية تعتبر هي الأعلى في تاريخ السوق الزراعية في سوريا، حيث تراوح سعر الكيلو في دمشق ما بين 75 – 100 ليرة، بعدما كان سعر الكيلو متذبذبًا خلال العام الفائت، ووصل إلى حوالى 70 ليرة في الفترة الماضية، أي قبل الارتفاع الأخير في الأسعار.
وقد رأى مراقبون للسوق السورية أن الأحداث الأمنية في منطقة الزبلطاني بدمشق والتي يتواجد فيها سوق الهال المخصص لبيع المنتجات الزراعية، هي من تسببت في الارتفاع الخيالي لأسعار البندورة، إضافة إلى أن المعروض الحالي في الأسواق هو من البندورة المستوردة والتي يشتريها التجار من الخارج، حيث يرتفع سعرها نظرًا لتقلبات أسعار صرف العملات الأجنبية.
ويعاني مزارعو البندورة في محافظه درعا من صعوبات كبيرة في جمع محصولهم بفعل صواريخ وقنابل النظام التي تستهدف أراضيهم، ففي حديث «لعنب بلدي» مع فراس حواميد احد المزارعين المتواجدين في منطقه طفس الواقعة غربي محافظة درعا، قال السيد إن «متوسط الإنتاج السنوي من محصول البندورة في محافظة درعا كان يصل إلى 300 ألف طن يتجاوز مردودها الاقتصادي المليار ليرة وهي تحتل المرتبة الأولى بالنسبة للمحاصيل والخضراوات الصيفية من حيث الأهمية الاقتصادية والإنتاج والمساحات المزروعة.»
مضيفًا أنها كانت تشكل «عصب الحياة الاقتصادية» لأغلب السكان، إذ يعمل في زراعة البندورة نحو 30 بالمئة من المزارعين، كما أسهمت بأكثر من 20 بالمئة من الناتج الزراعي المحلي الإجمالي في المحافظة للمحاصيل الرئيسية، وتحتل المحافظة المرتبة الأولى على مستوى سوريا في إنتاج البندورة المكشوفة، حيث كانت تساهم بـ 44 بالمئة من الإنتاج المحلي ويرتفع مردودها الاقتصادي لنحو 1.250 مليار ليرة وكانت تشغل أكثر من 150 ألفًا من اليد العاملة. ويختم الحواميد حديثه «لم يبقَ بشر لم تبقَ حياة من يخرج لعمله يتوقع الموت بكل لحظة ..» .
بناء على ذلك، يمكن القول إن ارتفاع أسعار البندورة ومختلف أنواع المواد الغذائية يدق ناقوس الخطر حول أزمة غذائية حقيقية قد تحصل في البلاد. فالأمن الغذائي للمواطن السوري اليوم على حافة الهاوية في ظل نهج اقتصادي تدميري يعطي الأولوية للانفاق على الأعمال الحربية من جهة، وإطلاق يد التجار وحيتان السوق في احتكار المواد الغذائية والمنتجات الزراعية وبيعها بأسعار تبلغ أضعاف تكلفتها من جهة أخرى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :