حذّرت الجمعية الطبية السورية الأمريكية “SAMS” من انتشار حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال، في ريفي حماة الشرقي والشمالي.
وفي تقرير نشرته في 18 حزيران الجاري، فقد بلغ عدد الحالات قرابة 70 حالة، وثقها فريق المنظمة الميداني، وشملت بشكل رئيسي مركزي محمد أسامة البارودي، ومرافق “السلام” للرعاية الصحية الأولية في المنطقة.
فريق “SAMS” أجرى مقابلات مع أطباء وأطفال في حماة وأكدوا التحذير، ووثق التقرير رضيعة بعمر ثمانية أشهر تعاني من سوء تغذية حاد، حوّلها الأطباء إلى مشفى “أڤيسينا”، و رضيعًا بعمر خمسة أشهر في مركز “السلام”، مشيرًا إلى أن الأطباء يحاولون علاجها من خلال خلطات مصنوعة يدويًا.
العلاج مصنّع يدويًا
سُجلت حوالي 40 حالة في مركز “السلام” للرعاية الصحية الأولية و 30 أخرى في مركز البارودي منذ آذار الماضي، وجميعها عولجت عن طريق خليط بسيط مصنع يدويًا عبارة عن زيت زيتون وحليب بودرة كامل الدسم وسكر وحمض الفوليك، إضافة إلى حقن مضادة للالتهاب فيتامين “ألف”، في ظل غياب أملاح “F75″ و”F100” اللازمة للعلاج.
ووفق التقرير لايوجد أماكن كافية لعلاج الحالات في مشفى “أڤيسينا”، وعزا سبب انتشار الحالات إلى استخدام حليب الماعز بشكل أساسي لإطعام الأطفال بسبب الفقر وأسباب اجتماعية أخرى.
وعودٌ دون استجابة
أمنت المنظمة كميات قليلة من الأغذية العلاجية، كما تواصلت مع منظمتي اليونيسيف (UNICEF) والصحة العالمية (WHO)، وحصلت على وعود من اليونيسيف بالمساعدة من خلال بروتوكول طبي علاجي أرسل إلى الأطباء في المنطقة، كما وعدت بتأمين الأملاح العلاجية بالسرعة القصوى.
عنب بلدي تواصلت مع مدير البرامج في منظمة “SAMS”، بشير تاج الدين، وقال إن المنظمة رصدت الحالات بعد أن وردتها بلاغات حولها، مضيفًا “وردنا بعض البلاغات الجديدة من منطقة اعجاز بريف معرة النعمان الشرقي”.
ولم تحدث حتى لحظة إعداد التقرير استجابة حقيقية بخصوص الحالات، وفق تاج الدين، وأوضح أن منظمة “سيما” تواصلت معهم وأمنت مستحضرات زبدة الفستق التي يمكن الاستعانة بها لعلاج بعض الحالات ولكنها غير كافية لعلاج الحالات الأكثر حدة.
ودعت المنظمة في ختام تقريرها إلى مناقشة استراتيجية طويلة تمكن من منع حدوث حالات مشابهة، وتدريب كادر صحي على الإدارة المجتمعية لسوء التغذية الحاد بشكل عاجل، إضافة إلى إنشاء مرافق للمرضى، وتأمين أملاح “F75″ و”F100” في أقرب وقت ممكن.