أثار خبر استقالة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بعد التصويت على انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، الجمعة 24 حزيران، سخرية مؤيدي رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
فكاميرون صرح مرارًا بضرورة رحيل الأسد في سوريا عن السلطة، ما دفع المؤيدين لتناقل منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسخر وتدور حول أن “كل من طالب بمغادرة الأسد سيرحل قبله وهو سيبقى”.
رئيس الوزراء البريطاني ليس الشخصية السياسية الأولى التي ترحل قبل الأسد، وإنما شهدت السنوات الخمس من عمر الثورة السورية رحيل عدد لا بأس به من الزعماء الذين طالبوا برحيل الأسد عن السلطة، إما عن طريق الانتخابات الديمقراطية أو بانقلابات عسكرية أو بسبب الموت: ومن أهم هذه الشخصيات:
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
غادر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئاسة الجمهورية الفرنسية في 15 أيار 2012، وبالرغم من مرور عام فقط على بدء الثور السورية إلا أنه وقف ضد النظام السوري منذ مطلع الاحتجاجات، وطالب أن يتدخل التحالف الدولي لإسقاط الأسد على غرار ليبيا.
أمير قطر حمد بن خليفة
تنازل أمير قطر حمد بن خليفة عن السلطة لابنه تميم، في 13 حزيران 2013، واعتبر محلّلون سياسيون أنه لم يكن تنازلًا إراديًا، ولكنه انقلاب ناعم على “الأب”.
ودعم الأمير القطري الثورة السورية سياسيًا واقتصاديًا إضافة إلى الدعم العسكري، وكان معارضو الأسد يعتبرون قطر دولة صديقة للشعب السوري، إلا أن موالي الأسد اتهموا قطر بدعم “الإرهاب” ودفع الأموال للمتظاهرن المنتفضين ضد النظام.
الرئيس المصري محمد مرسي
تولى محمد مرسي منصب رئيس الجمهورية في مصر بعد بدء الثورة السورية بعام واحد، واستمر حتى عزله في 30 حزيران 2013.
وبالرغم من أن مدة حكمه لم تتعدَ سنة واحدة إلا أنه وقف في صف الثور السورية وطالب الأسد بالرحيل، إضافة إلى مطالبة “حزب الله” اللبناني بسحب قواته من سوريا.
وهاجم مرسي في كلمته بمؤتمر “نصرة سوريا”، في القاهرة 17 حزيران 2013، النظام السوري وقرر قطع العلاقات معه، وقال جملته الشهيرة “لبيك يا سوريا”.
الرئيس التونسي المنصف المرزوقي
محمد المنصف المرزوقي هو رئيس الجمهورية التونسية الثالث منذ 2011 وحتى 2014، وهو أول رئيس في العالم العربي يأتي إلى سدة الحكم ديمقراطيًا.
وأعلن طرده للسفير السوري من تونس اعتراضًا على تصعيد نظام الأسد ضد مواطنيه، كما قال المرزوقي إن الحل الوحيد للأزمة السورية هو تنحي بشار الأسد عن السلطة.
ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز
بالرغم من أن الملك السعودي غيبه الموت ولم يرحل كبقية الرؤساء، إلا أن وفاته في 25 كانون الثاني 2015، لاقت موجة من الشماتة من قبل مؤيدي الأسد، بسبب مطالبته المتكررة برحيل رئيسهم، ومساندته للائتلاف السوري المعارض ودعمه للثوار في سوريا بالسلاح والمال.
ولم يرحل هؤلاء وحدهم خلال سنوات الثورة السورية، التي واجهها الأسد بعنف أسفر عن ما لا يقل عن نصف مليون ضحية، فهناك شخصيات سياسية بارزة رحلت أيضًا كرئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، الذي قدّم استقالته الشهر الماضي.
ومن المتوقع أن ينضم إلى المغادرين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي تشرف ولايته على النهاية أواخر العام الجاري، ليكون الزعيم الأهم الذي سيرحل تاركًا الأسد دون أي ردّ فعلٍ يجبر الأسد على الرحيل أو التنحي، سوى تصريحات متكررة بأن “الأسد فقد شرعيته”.