يرسم مدير عام المؤسسة العامة للحبوب التابعة للحكومة المؤقتة، حسان المحمد، وهو كيان مؤسساتي وليد إلى جانب مؤسسة إكثار البذار والأعلاف، صورة سوداوية، وقاتمة للمشهد الزراعي الحالي في عموم سوريا، ولواقع زراعة القمح والشعير خاصة، فإنتاج القمح تراجع من 3.5 مليون طن سنويًا إلى أقل من 450 ألف طن سنويًا في عموم سوريا، وهنالك نسبة هجرة مرتفعة للفلاحين في معاقل هذه الزراعة جنوب وشمال سوريا، حيث يتحول المزارعون للعمل في القطاع الخاص والتجارة والشركات بعدما تراجع الدعم من الحكومة المؤقتة والائتلاف.
ويعتقد المحمد، أن هناك خطة مدروسة طبقت خلال السنوات الماضية من عمر الثورة، هدفها “تجويع الشعب السوري” وجعله لا يهتم بالزراعة ولا يلقي لها بالًا، أو تخصيصه بالدعم عن طريق منظمات إغاثية لا تملك سياسة واضحة داخل سوريا، وبالتالي تحويل الحالة السورية اقتصاديًا إلى وضع يشبه دول أفريقيا، حيث تنتشر المجاعات والحاجة للمساعدات الأممية، رغم توفر الأراضي الزراعية الخصبة “غير المجهدة”.
يقول المحمد لعنب بلدي، “في أفريقيا مساحات وأراض خصبة لكن لا زراعة فيها، ولا إنتاج، لأن ثقافة العمل غائبة.. هناك سياسة إفقار وتجويع للشعوب، لأن هناك دولًا كبرى منتجة مستفيدة من هذه السوق الاستهلاكية لتصريف بضائعها”.
وبتحقيق هذه الغاية، فيما لو استمر الصراع، ستصل سوريا إلى مرحلة “المجاعة”، وهي تسير بطبيعة الحال نحوها بعد أن انعدم الأمن الغذائي عن نصف السكان حاليًا، وتراجع الإنتاج الزراعي للنصف تمامًا، وفق إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة الدولية (FAO)، وأبيدت نصف الثروة الحيوانية، وانتهت بشكل كامل في بعض مناطق إدلب، ووقتها سيكون من “المستحيل” الاستمرار بتوزيع المحاصيل والمواد الغذائية، جراء استمرار الاقتتال ومحاصرة المدن وتدمير طرق النقل واستمرار الجفاف في ريف حلب والشمال عمومًا.
وستتفاقم المأساة وتزيد بالتوازي مع “سوء إدارة الحكم، وانعدام الأمن، وضعف أنظمة الحكم، والافتقار إلى البنى التحتية التي تدمّرت بسبب الحرب”، ما لم يتم إيجاد حل للصراع بشكل يرضي جميع الأطراف.
تابع قراءة الملف الموسع: زراعة سوريا.. “قاطرة نمو” ترجع إلى الخلف
الزراعة السورية.. تتحول من باب للاستثمار إلى سبيل للبقاء
سوريا وإفريقيا.. خطط دولية لإفقار الشعب السوري
انتعاش التجارة بين “الدويلات”السورية وتسلط العسكر على الفلاحين
الزراعة في مناطق المعارضة.. “إدارة مدنية وحماية عسكرية”
منظمة الـ “FAO” ترفض التعامل مع المعارضة كليًا وتخصص الدعم للمنظمات
المناطق المحاصرة.. بيع البذار بـ “الحبة” وانتعاش السوق السوداء
النظام ينهي الزراعة في داريا بعد السيطرة على 300 دونم من أراضي المدينة
شبح حصار مدينة حلب يدفع الأهالي لزراعة الأحياء السكنية
حي الوعر الحمصي.. زراعة الحدائق وشرفات المنازل من أجل البقاء
محصولا القطن والشوندر السكري ينقرضان في إدلب
محافظة حلب: زراعة القمح تدهورت والقطن انقرض
صراع بين النظام والمعارضة على ما بقي من قمح سوريا.. من يدفع أكثر؟
“نقص السيولة” يهدد “مؤسسة إكثار البذار” بالتوقف نهائيًا
مجلس محافظة حلب يستثمر أراضي مركز “إيكاردا”
درعا: أسواق الهال تتحول إلى مراكز تجميع خردة.. والفلاحون بلا أراضي
زراعة العنب ومشاتل الورود تتوقف في داريا.. والتفاح يتراجع في القلمون
تأسيس أول معهد أكاديمي في المناطق المحررة لتعليم “التكنولوجيا الزراعية”
النظام “يكسر الحصار”ويستأنف تصدير التفاح والحمضيات
استطلاع رأي: الزراعة ستستمر لأنها قوت غالبية السوريين
بعد تلاشي وزارة الزراعة المؤقتة.. مكتب التعاون الزراعي “أول كيان مؤسساتي”لدعم الفلاح السوري