قرآن من أجل الثّورة 65
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
إغراء الظلم وإعادة انتاجه
الظلم يغري بردّة الفعل لامتلاك حق الرد والدفاع عن النفس، ومع تنوع الأذى وتعدد أشكاله يتنوع الرد حتى نتحول إلى صورة عن الجلاد من حيث لا ندري، لأنه استحوذ علينا بجزرات الموت التي يضعها أمامنا لنلهث وراءها، وفي الوقت المناسب تأكل دابة الارض من منسأته لتظهر موته ونجلس على عرشه، نعيد الدورة مع أزلامه الذين أصبحوا الآن مستضعفين وهكذا {قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } (سورة الأعراف، 129).
الحل صعب، ولكنه الوحيد للخروج من دوامة تبادل الأدوار وإعادة تدوير الظلم بأجسادنا وأرواحنا. الحل في استعمال العقل بين ركام الجثث وروائح الموت وفي الصبر بينما أصوات طبول الحرب تصم الآذان، وفي استعمال البلاء، والثورة فرصة للتربية الأخلاقية والإعداد الروحي حتى تأتي اللحظة التي نصل فيها إلى مرحلة تحمّل أعباء النصر دون طغيان أو إعادة تجربة الطغيان، عندها يهبنا الله النصر، نصرًا عزيزًا وفتحاً مبيناً. {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (سورة الأعراف، 128)
طول الأمد وقسوة القلوب
عندما أرى المهاترات التي تحصل في مؤتمرات المعارضة والتجاوزات باسم الدين والدفاع عن الثورة، عندما أرى من استبدل الذي هو أدنى من أموال وجوازات ووجاهات وفنادق بالذي هو خير من مبادئ وعدالة وحرية وكرامة أقول: سارعوا إلى رؤية الجلاد القابع فينا والتخلّص منه فالوقت ليس من صالحنا بعد أن دقت ساعة الثورة، وطول الأمد دون تطبيق لمبادئها يجعلها حجة علينا لا لنا، ويحيل قلوبنا إلى حجارة بل أشد قسوة، عندها للأسف ستكون العبرة بنا لا لنا، ويستبدل الله قوما غيرنا ثم لا يكونوا أمثالنا! {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (سورة الحديد، 16)
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :