تشتاق ريما فليحان لمهنتها المفضلة، وهي كتابة السيناريو لأعمال كان لها حضور على الفضائيات العربية قبل الثورة، بعدما تركت عملها كمعارضة ضمن أجسام ثورية وسياسية عدة، لتنهمك اليوم في عملها سائقة شاحنة تقل اللاجئين القادمين إلى أستراليا.
عامان على حصول فليحان، ابنة السويداء، على إقامة لجوء في أستراليا، مع شقيقتها وأولادها، لتكون هذه القارة البعيدة المستقر الأخير لها بعدما “طلّقت العمل السياسي ثلاثًا”، كما يقول أحد العاملين في المضمار الحقوقي.
تقول فليحان، ذات الـ 41 عامًا، إنها باتت ومنذ سبعة أشهر تعمل لدى منظمة تستقبل اللاجئين القادمين إلى أستراليا، بصفة “Caseworker” (دراسة قضايا اللاجئين).
ويبدو أن الكاتبة والمعارضة تحظى بقسط من الراحة النفسية في دار اللجوء، وأوضحت من خلال منشور خطّته عبر حسابها في “فيس بوك” قبل قليل، أن عملها يتضمن مساعدة اللاجئين على الاستقرار في إقامتهم الجديدة في الفترة الأولى، وقيادة باص في بعض الأحيان وسيارات كبيرة لاستقبال القادمين من المطار.
تعمل صاحبة “قيود الروح، وحرملك، وبعد العاصفة..” لمدة ثماني ساعات يوميًا، بالإضافة إلى دراسة “دبلوم” في المشورة النفسية، والتي قاربت على إنهائها في إحدى الجامعات الأسترالية، بحسب ما يوضح منشورها.
وتتابع فليحان، والتي كان الجانب الإنساني سببًا في ملاحقتها أمنيًا مطلع الثورة، أنه “على الرغم من التعب، إلا أن شعوري بالسعادة لتمكني من تقديم المعونة للهاربين من الموت من مختلف القارات حول العالم، يشعرني بالرضا النفسي”.
لم ينسِ اللجوء وأوجاعه القضية الجوهرية في حياة فليحان، فرغم استقالتها من الائتلاف في نيسان 2014، وعدم وجود أي نشاط ظاهر لها في لجان التنسيق المحلية التي كانت عضوًا مؤسسًا فيها، إلا أنها تؤكد قيامها بنشاطات إنسانية لدعم اللاجئين والتعريف بالمأساة السورية، بالتعاون مع نشطاء أستراليين.
الراحة النفسية لريما ينغصها الشوق لمهنتها المفضلة ككاتبة سيناريو، وتنهي منشورها بالقول: “أما على المستوى الإنساني، فإنني أحترق شوقًا لوطني، وهو الأشد ألمًا وهو العلة التي ليس لها أي دواء”.
–