عنب بلدي – العدد 64 – الأحد 12-5-2013
وممثلون عن المعارضة والنظام في حكومة انتقالية من الطرفين
قدم وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال اجتماع عقده مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء 7 أيار في العاصمة الروسية موسكو طرحًا من أجل حل الأزمة السورية، كما أعلنا عن مؤتمر لبحث الأزمة السورية نهاية الشهر الجاري من المقرر أن يشارك فيه ممثلون عن النظام السوري والمعارضة وسط آمال بتشكيل حكومة انتقالية من الطرفين.
وتضمن الطرح الأميركي اقتراحين، يتمثل أحدهما بإقامة منطقة «آمنة» في شمال سوريا لا يتم فيها أي إطلاق للنار، وتضمن الاقتراح الآخر دعوة لعقد مؤتمر دولي بمشاركة كافة الأطراف السورية، بمن فيهم بشار الأسد.
وأعلن الوزيران اتفاق بلديهما على حث النظام السوري ومعارضيه على إيجاد حل سياسي للنزاع المستمر منذ أكثر من سنتين وفقًا «لاتفاق جنيف»
وخلال لقائهما، قال كيري أن بلاده تؤمن حقًا بأن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان مصالح مشتركة مهمة جدًا في سوريا.
من جانبه، وصف لافروف اللقاء «بالإيجابي»، وقال إن «واشنطن تشاطر موسكو وجهة نظرها بشأن سوريا، مضيفًا أن الطرفين يسعيان لاستقرار سوريا بعيدًا عن التطرف والمشاكل التي يمكن أن تمس المنطقة، مؤكدًا على أن التوصل إلى حل سياسي عن طريق التفاوض يضع نهاية «للحرب الأهلية» في سوريا.
وأشار لافروف إلى أن البلدين وقعا على بيان جنيف -الذي لا ينص على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد- في حزيران 2012، وأن البلدين اتخذا موقفًا مشتركًا، وأكد أن روسيا لا تدافع عن شخصيات ولا عن مصيرها وإنما تهتم «بمصير الشعب السوري»، وقال أن المعارضة السورية لا تمثل كل الأطياف، وأن عليها توحيد صفوفها قبل المشاركة في المؤتمر المرتقب والإعلان عن ممثليها.
و قال جي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض الأربعاء 8 أيار: «الولايات المتحدة تدرس بشكل مستمر الاحتمالات بشأن الخطوات في سوريا، بما في ذلك توريد السلاح إلى المعارضة»، على أن تقتصر المساعدات على توريد المعدات العسكرية «غير القاتلة»، مشيرًا إلى أن واشنطن قد تعيد النظر في قرارها في أي لحظة. وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت تقديم 100 مليون دولار كمساعدات للمعارضة السورية.
وأضاف كارني «أن واشنطن لا ترى مكانًا للرئيس بشار الأسد في النظام السياسي القادم في سوريا، وبأنه فقد حقه في تمثيل الشعب السوري» مشيرًا إلى أن كيفية انتقال السلطة سياسيًا في سوريا يجب أن يتخذها السوريون بأنفسهم، وذلك بعد توصل وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف لاتفاق بشأن سوريا؛ وأردف «الولايات المتحدة ستواصل حوارها مع روسيا حول ذلك الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه في ضمان الانتقال السياسي في سوريا»
وبدوره قال لافروف أن نظيره السوري وليد المعلم أكد له تمسك دمشق بالمفاوضات وبأن المعارضة لم تقدم مفاوضين. وقال لافروف أن «المهمة في هذه المرحلة تتمثل في إقناع الحكومة وكافة فصائل المعارضة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات».
من جهتها، رحبت الحكومة السورية بنتائج المباحثات بين كيري ولافروف في موسكو وذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية يوم الخميس 9 أيار. وقد جاء في بيان الخارجية السورية أن «الجمهورية العربية السورية ترحب بالتقارب الأمريكي الروسي الذي برز خلال محادثات وزيري الخارجية الأمريكي والروسي في موسكو بتاريخ 7 أيار الجاري انطلاقًا من قناعتها بثبات الموقف الروسي المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، ولاسيما مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية ومبدأ عدم التهديد بالقوة أو استعمالها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة». وأضافت الخارجية في بيانها أن «سوريا تؤكد أن مصداقية الموقف الأمريكي في تبني الحل السياسي للأزمة في سوريا تكمن في سعيها الجاد لدى حلفائها لوقف العنف والإرهاب وتجفيف مصادره تمهيدًا لانطلاق الحوار السياسي، وأن يدرك الجميع أن الشعب السوري وحده هو من يقرر مستقبله والنظام الدستوري لبلاده، دون أي تدخل خارجي، وخاصة أن حكومة الجمهورية العربية السورية قد خطت خطوات باتجاه تنفيذ البرنامج السياسي الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد والمستند إلى روح وثيقة جنيف من أجل الإعداد لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في دمشق.»