أحمد الشامي
الضربة اﻹسرائيلية ليست في مصلحة الثورة قولًا واحدًا، وهي في اﻷساس لمصلحة استراتيجية إسرائيلية تنخرط ضمن صراع النفوذ بين اللاعبين الرئيسين في المنطقة، إيران وإسرائيل. الضربة اﻹسرائيلية هي صفعة ﻹيران ولنظام العصابة في دمشق، وهي أيضا صفعة لباقي اللاعبين على المسرح السوري.
إسرائيل قامت بتهميش الدورين الروسي واﻷمريكي معًا وفضحت ضآلة دور تركيا العاجزة عن حماية أراضيها من قصف اﻷسد. كذلك يبدو الدور العربي على حقيقته، كقزم، حين تحلق طائرات الإف 16 اﻹسرائيلية وتدمر مخازن سلاح اﻷسد في حين «تنام» ذات الطائرات وذات الذخائر في مرابضها الخليجية والسعودية!
المعلومات المتوافرة حتى الآن تشير إلى أن الوحدة الاندماجية بين شبيحة اﻷسد وحزب «نصر الله» هي السبب في الضربة اﻹسرائيلية. هذا الاندماج جعل من ميليشيا اﻷسد «فرقة» في فيلق إيراني مثلها مثل الحزب «الممانع» وينطبق عليها إسرائيليًا ما ينطبق على هذا الحزب. إسرائيل تريد حصر سلاح هاتين العصابتين في أنواع معينة من اﻷسلحة لا تزعج إسرائيل ولكنها تكفي لقتل السوريين أو اللبنانيين «كثيري الغلبة» ممن يريدون الحرية وتقرير مصيرهم بأنفسهم.
مع اﻷسف إسرائيل لم تتغير ولاتنوي أن تتغير، ومازال بعيدًا اليوم الذي يعتبر فيه العنصريون اﻹسرائيليون جيرانهم كبشر يستحقون الحياة والحرية.
الغارة اﻹسرائيلية هي بمثابة تغيير لقواعد الاشتباك ردًا على «حرد» بشار الذي ترك الجولان بعهدة فصائل ثورية تتزلف لها ٳسرائيل حاليًا بهدف خلق «جيش سوري جنوبي» يحمي الاحتلال اﻹسرائيلي للجولان بثمن أبخس من ذاك الذي كان يتقاضاه اﻷسد.
مازال بعيدًا جدًا اليوم الذي يقول فيه السوريون شكرًا إسرائيل…