لم يكن كثيرٌ من السوريين يعرفون النائبة في البرلمان البريطاني، جو كوكس، قبل اغتيالها شمال بريطانيا، إلا أنه عقب الحادثة أيقنوا أن صوتهم الذي ينقل معاناتهم إلى الداخل البريطاني قد رحل.
جو كوكس اغتيلت، مساء الخميس 16 حزيران، على يد رجل خمسيني، بعدما أطلق النار عليها خلال وجودها في بيرستال شمال إنكلترا للترويج لبقاء بلادها في الاتحاد الأوروبي.
وعرفت جو كوكس بمواقفها الإنسانية وتأييدها لقضية لشعب السوري، والتنديد بالمجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين من قتل وحصار وتجويع، كما انتقدت سياسة بلادها المتذبذبة حيال التدخل لإنهاء معاناة السوريين.
ترأست لجنة البرلمانيين لأجل سوريا، كما عملت في منظمات إغاثية بريطانية مشهورة، وأسست مجموعة أصدقاء سوريا في البرلمان البريطاني، التي ضمت أعضاء من كل الأحزاب السياسية.
ودعت النائبة مرارًا إلى فرض حظر جوي فوق سوريا، من أجل إيقاف ما تصفها بـ “الهجمات البربرية” التي يقودها الأسد ضد الشعب، وهذا ما أكدت عليه في خطابها الأخير في البرلمان، في الثالث من أيار، متوجهة إلى رئيس البرلمان بالسؤال “أثرتُ مرارًا في هذا المكان مسألة الحاجة إلى فرض منطقة حظر قصف، هل يمكنك النظر فيها الآن؟”.
كما دعت جو كوكس إلى فرض عقوبات على روسيا لتورطها في قصف المدنيين السوريين، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء تحالف قوى أوروبي لإيصال المساعدات جوًا في سوريا، لأن الإسقاط الجوي سيشكل ضغطًا على النظام، ليسمح بدخول المساعدات برًا بالطريقة التقليدية بحسب قولها.
من جهته قدم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، تعازيه للمملكة المتحدة والشعب البريطاني ولذوي النائبة، وقال نائب رئيس الائتلاف الوطني موفق نيربية إن “سوريا خسرت باغتيال جو كوكس صديقة صادقة وعزيزة”.
وبالرغم من رحيلها وغياب صوتها المدافع عن السوريين، إلا أنها أرادت أن تكون حاضرة في مساعدتهم ودعمهم، فقد أسست عائلة، جو كوكس، صندوقًا بعد وفاتها حمل اسمها، لمساعدة ثلاث جمعيات ومنظمات من بينها مؤسسة “الدفاع المدني” السورية، والمعروفة بـ “ذوي القبعات البيضاء”.
ووفقًا لما قرأته عنب بلدي في الموقع الإلكتروني لصندوق “جو كوكس”، فإن المبلغ المرصود للمساعدات هو 250 ألف جنيه إسترليني.
وسيرصد المبلغ لدعم ثلاث منظمات، وهي: الخدمة الطوعية الملكية لدعم المتطوعين، ومنظمة “آمل ألا تكره” البريطانية لمحاربة التطرف وسياسة الكراهية في المجتمع البريطاني، ومؤسسة “الخوذات البيضاء” (الدفاع المدني السوري).
بات كثيرٌ من السوريين يعرفون جو كوكس، وكيف كانت سوريا القضية المركزية في حملاتها الإنسانية، لكنهم أصبحوا يكررون اليوم “مات صوت السوريين في بريطانيا”.
عنب بلدي – وكالات