“كوبا أمريكا” كعادتها لا تعرف كبيرًا أو صغيرًا في عالم كرة القدم، كما لا تلعب الأسماء لوحدها على أرضية الملعب ولا ألوان الأعلام وحدها كفيلة بمنح النقاط الثلاث أو التأهل إلى الأدوار المتقدمة.
سجلات التاريخ تمحى عندما تطلق صافرة الحكم، وتتحطم أسطورة برازيلي أو برغاواياني أو أوروغواياني عندما تهتز الشباك بلمسة يد أو بركلة جزاء في الدقيقة الأولى أو مع صافرة النهاية، فالكرة أهداف.
ودعت البرازيل للمرة الأولى منذ عام 1987 كوبا أمريكا من الدور الأول، بعد هدف مثير للجدل خفيت فيه لمسة اليد عن أعين الحكام الأربعة ولم تخف عن أعين الكاميرات، ولكن القرار للحكم، الذي أمر بإخراج البرازيل من البطولة بهدف اعتبر أنه شرعي وليس للكاميرا.
البيرو بعد ثقة زائدة حملتها معها من الدور الأول إلى ربع النهائي بعد تغلبها على البرازيل، ودعت أمام كولومبيا بركلات الترجيح، لتثبت أن مهمتها كانت فقط هي إخراج البرازيليين من البطولة، وكانت بمثابة تحقيق اللقب للبيرو.
وستواجه كولومبيا المتفوقة على “قاهر البرازيل”، والتي لم يسبق لها التأهل إلى نصف النهائي منذ 12 سنة، منتخب المكسيك، في مواجهة لن تكون سهلة في ظل مساندة جماهيرية كبيرة للمنتخب المكسيكي في كل المباريات لقرب المكسيك من الولايات المتحدة الأمريكية مستضيفة البطولة، لتبدأ البطولة المئوية، مرحلة الجدية في مباريات دور ربع النهائي، بمواجهات قوية، أبرزها مواجهة المنتخب الأرجنتيني أمام فنزويلا، وأمريكا والإكوادور.
أعلى نتيجة وأفضل لاعب
بلغ عدد الأهداف التي تم تسجيلها في الدور الأول 69 هدفًا، ويعتبر المنتخب الأرجنتيني صاحب أكبر عدد بعشرة أهداف، جاء منها خمسة أهداف في مباراة بنما وحدها، فيما يعتبر منتخب جامايكا هو المنتخب الوحيد الذي لم يسجل أي هدف.
وتصدر ليونيل ميسي نجم الأرجنتين وفيليب كوتينيو نجم البرازيل ترتيب هدافي البطولة حتى نهاية مباريات الدور الأول برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما، وسيكون باستطاعة ميسي التفوق على كوتينيو، بعد خروج الأخير من البطولة مع السامبا.
واللافت أن كليهما سجل “هاتريك” فى مباراة واحدة، إذ فعلها كوتينيو أمام هايتي، وفعلها ميسي أمام بنما.
بينما سجلت أكبر نتيجة فوز للمنتخب البرازيلي على منتخب هايتي بسبعة أهداف مقابل هدف، في الجولة الثانية من المجموعة الثالثة، وهي أكثر مباراة شهدت أهدافًا.
واعتبر ميسي الذي يشارك دائمًا كبديل مع الأرجنتين بسبب وضعه الصحي، أبرز لاعبي البطولة إلى الآن، رغم غيابه عن المباراة الأولى أمام تشيلي، لكنّه استطاع أن يفرض نفسه نجمًا للبطولة في ظل غياب نيمار، حيث تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف عند مشاركته كبديل في مباراة بنما خلال 19 دقيقة، فضلًا عن طلب مدرب بوليفيا التقاط صورة تذكارية معه عقب انتهاء مباراة منتخبه مع الأرجنتين.
أخطاء تنظيمية
شهدت البطولة العديد من الأخطاء التنظيمية الفادحة، والتي كان أولها الخطأ في النشيد الوطني لأوروجواي في مباراتها أمام المكسيك، وعزف النشيد الوطني لتشيلي بدلًا منها.
كما تمّ رسم علم بوليفيا على الشاشة العملاقة داخل الملعب قبل مباراتها أمام بنما بترتيب خاطئ لألوان العلم، فضلًا عن مواعيد انطلاق المباريات التي تتأخر دائمًا عن الموعد الأصلي.