شهدت العاصمة دمشق على مدى يومين انفجارين استهدف أحدهما موكب رئيس الوزراء يوم الاثنين 29 نيسان أسفر عن قتلى وجرحى، فيما هز انفجار آخر ساحة المرجة صباح الثلاثاء راح ضحيته أكثر من عشرين قتيلًا وعشرات الجرحى، بينما ظهر الأسد في اليوم التالي مهنئًا بعيد العمال بالقرب من قصره في دمشق.
وهز انفجار ضخم ساحة المرجة بالقرب من وزارة الداخلية وسط دمشق، صباح الثلاثاء 30 نيسان، مما أسفر عن سقوط 22 قتيلًا وأكثر من 70 جريحًا، ودمارًا كبيرًا في واجهات الأبنية والمحال التجارية المحيطة بالإضافة لتحطم عشرات السيارات المتواجدة في المكان، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجار ناجم عن سيارة ملغومة.
واتهم وزير الداخلية محمد الشعار «إرهابيين» بالتدبير للتفجير، واعتبره «رد فعل المفلسين على انجازات وانتصارات قواتنا المسلحة في الميدان على الإرهاب والإرهابيين»، كما حملت طهران المسؤولية إلى «عناصر مرتبطة بأطراف إقليمية ودولية وداخلية تدعم الإرهابيين».
لكن ناشطين سوريين اتهموا قوات الأسد بالتدبير للعملية، مشيرين إلى أن الانفجار وقع في منطقة أمنية يحيط بها وزارة الداخلية والمستشارية الإيرانية ومخفر شرطة المرجة وصولًا إلى وزارة الزراعة ووزارة الإسكان والتعمير، بالإضافة إلى الطوق الأمني الذي فرضته قوات الأسد حول المنطقة قبل يوم من تاريخ التفجير بحجة سيارة مفخخة.
ونقل مراسلو عدد من المحطات الإخبارية عن شهود أن قوات الأمن قامت بإغلاق منطقة المرجة مساء اليوم السابق بحجة تفكيك عبوة مزروعة في المنطقة, وقال آخرون أن سيارة التلفزيون السوري تواجدت عند جسر فكتوريا على بعد عشرات الأمتار من مكان الانفجار قبل وقوعه بنصف ساعة تقريبًا.
من جانبه لم يستبعد الائتلاف الوطني السوري تورط النظام في التفجير، إذ نشر الائتلاف بيانًا على صفحته في الفيسبوك أدان فيه هذه التفجيرات أيًا ما تكن الجهة «الحاقدة» التي تقف خلفها، مشيرًا إلى «تورط النظام بالكامل في تدبير هذه العملية والعمليات المشابهة لها بهدف ترويع المواطنين، وتشتيت الانتباه عن جرائم أخرى يرتكبها باستخدام أسلحته الكيميائية وصواريخه بعيدة المدى».
ويأتي تفجير المرجة بعد يوم من تفجير استهدف موكب رئيس الوزراء وائل الحلقي قرب حديقة ابن رشد في حي المزة (الذي يسكن فيه الحلقي وكبار مسؤولي نظام الأسد) بحسب ما أعلن التلفزيون السوري، وأسفر التفجير بحسب المصدر نفسه عن وقوع 6 قتلى وأكثر من 15 جريحًا. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية سانا أن الحلقي لم يصب بأذى وعرض التلفزيون الرسمي لقطات من اجتماع له مع اعضاء حكومته قال أنه جرى بعد محاولة الاغتيال. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين القتلى شخص واحد على الأقل من مرافقي الحلقي.
-لأسد يزور محطة الأمويين للكهرباء
هذه التفجيرات لم تمنع الأسد من زيارة محطة الأمويين الكهربائية الواقعة في حديقة تشرين بدمشق بالقرب من القصر الرئاسي وساحة الأمويين، وذلك بمناسبة عيد العمال يوم الأربعاء، إذ نشرت صفحة رئاسة الجمهورية في الفيسبوك -التي يديرها مؤيدون للأسد-، صورًا داخل المحطة مؤكدةً ما صرحت به سانا عن الزيارة، وأشار بيان رئاسي إلى «تهنئة الأسد للمناوبين في المحطة وعمال سوريا جميعًا».
ويرى مراقبون في هذه الزيارة تأكيدًا على علم نظام الأسد بمكان التفجيرات داخل العاصمة وتوقيتها، حيث تشهد دمشق سلسلة من التفجيرات بسيارات مفخخة منذ أشهر، يسارع بعدها النظام والمعارضة إلى تبادل الاتهامات حول مدبري هذه التفجيرات.