قافلة مساعدات غذائية وصلت داريا.. و”البراميل” حرقت أراضيها
زين كنعان – داريا
في وقت هلّلت فيه وسائل الإعلام العالمية لموافقة النظام السوري على دخول قوافل المساعدات الأممية إلى مدينة داريا المحاصرة، لم تهدأ طائراته عن قصف المدينة بالبراميل المتفجرة بعد غيابها قرابة ثلاثة أشهر.
غابت أجواء رمضان عن المدينة بشكل تام وسط تصعيد قوات الأسد في قصف الأحياء المدنية، واستئنافها استخدام البراميل المتفجرة، مع استمرار محاولاتها اقتحام المدينة، وعزا أبو جعفر الحمصي، قائد عمليات لواء “شهداء الإسلام”، استئناف استخدام البراميل المتفجرة إلى أن “النظام خسر أكثر مما توقع عتادًا وعناصر، وتأخر عن تحقيق أهدافه بالرغم من الفارق الكبير في العدد والعدة والعتاد.. إنهم يقاتلون بتسرع ما يدفعهم لارتكاب أخطاء أكثر ويجب علينا استغلالها لمباغتتهم”.
واعتبر القيادي أن ازدواجية النظام في سماحه لدخول المساعدات الإنسانية بالتزامن مع تصعيده القصف “يدل على تعاظم حقده على داريا وأهلها جميعًا مدنيين قبل العسكر، وهذا ما يدفعنا للذود عن أهلنا وأعراضنا بهمة أكبر”.
قافلة مساعدات للمرة الأولى
في وقت متأخر من ليل الخميس، 9 حزيران، دخلت قافلة المساعدات الإنسانية إلى المدينة، من خلال وفد من الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، برفقة السيدة خولة مطر، مديرة مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، والسيد يعقوب الحلو مدير مكتب الأمم المتحدة في دمشق، وقابل الوفد عددًا من الأهالي والناشطين والقياديين العسكريين.
وضمّت القافلة تسع شاحنات فيها مساعدات متنوعة من ضمنها 480 سلة غذائية للمرة الأولى، ووفق المجلس المحلي فإنها مخصصة لـ 2400 شخص ولمدة شهر واحد فقط، من أصل ثمانية آلاف محاصر في المدينة منذ تشرين الثاني 2012.
كما شملت المساعدات كميات من الطحين وسللًا صحية وشوادر وقرطاسية وصناديق أدوية، إضافة إلى مجموعات ولادة آمنة للنساء وحقائب نظافة شخصية وغيرها.
وستشرف على توزيع المساعدات لجنة ممثلة عن جميع فعاليات المدينة، بعد تقسيم السلل الغذائية لتشمل جميع أهالي المدينة، وفق ما أفاد أيهم أبو أمجد، أحد أعضاء اللجنة.
وأضاف أبو أمجد، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن اللجنة مهمتها استلام المساعدات وستعمل على توزيعها بالكامل على جميع أهالي المدينة بأسرع ما يمكن، لافتًا إلى أن النظام لم يسمح بدخول سوى 60% من المساعدات المقرر دخولها، وهي أقل من احتياج أهالي المدينة لمدة شهر ولكنها تخفف من معاناتهم، بحسب تعبيره.
المساعدات وصلت والمحاصيل “احترقت“
النظام السوري استبق دخول المساعدات بإحراق سلّة المحاصرين الغذائية، إذ بدأت محاولات اقتحام المدينة منذ قرابة شهر، وركزت قواته عملياتها العسكرية وقوتها النارية على المناطق الزراعية لتضييق الخناق على أهالي المدينة وحرمانهم من مصدر قوتهم الوحيد.
وتعمّد الأسد توجيه نيرانه إلى المحاصيل الزراعية ما أدى إلى نشوب الحرائق في أغلب محاصيل القمح وتلف ما تبقى، وتعرضت مساحات واسعة من الأراضي للقنص، بسبب تقدم قواته في الفترة الأخيرة وسيطرتها على نقاط “مهمة” في الجبهة الجنوبية.
عمار أبو مأمون (25 عامًا)، يعمل في الزراعة، عرّض نفسه للخطر أكثر من مرة في محاولة منه لحصاد محصول القمح في أرضه، بعد أن تعرضت للقنص من قبل قوات الأسد دون جدوى، لأن طلقات القناص المتفجرة كانت أسرع منه، وقد أدت إلى احتراق محصوله بالكامل.
وأكّد الشاب لعنب بلدي أن قوات الأسد وقّتت الحملة مع بدء المزروعات الصيفية بالإثمار، وقرب موعد حصاد القمح، خاتمًا “انتظرناه طوال عام مضى ليستنزف جهدنا ومحروقاتنا، لقد حرمنا من مصدر عيشنا الوحيد”.
تهدئة “على الورق“
مركز تنسيق “المصالحة” في قاعدة حميميم الروسية، كان أعلن عن تمديد الهدنة حتى مساء الخميس الماضي، لكن قوات النظام لم تلتفت للتصريحات الروسية، ورفعت وتيرة القصف خلال الأسبوع الفائت.
ووصلت حصيلة القصف من السبت 4 حزيران، وحتى مساء الجمعة 10 حزيران إلى أكثر من 100 برميل متفجر، و50 صاروخ أرض- أرض من نوع “فيل”، و800 قذيفة هاون و”جهنم”.
وأسفر القصف عن “أربعة شهداء و24 إصابة في صفوف الجيش الحر والمدنيين، بحسب محمد أبو عمر، عضو قسم التوثيق في المكتب الإعلامي التابع للمجلس المحلي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :