عنب بلدي – خاص
“حب في الحصار” عنوان لفيلم سوري قصير، حصل مخرجه الشاب مطر إسماعيل من جنوب دمشق، على جائزة “سمير قصير” لحرية الصحافة، عن فئة التقرير السمعي البصري، في دورتها الـ 11، والتي نظمتها مؤسسة “سمير قصير” بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ووزعت جوائزها الخميس 2 حزيران الجاري.
الفيلم الذي يمتد على مدار 15 دقيقة صوره إسماعيل في الجنوب الدمشقي، ويجسّد يوميات عائلة أم وسيم” المكونة من أب وأم وأطفالهم الأربعة، ويهدف لأن يشعر المتابع بالظروف وأدق تفاصيل حياة عائلة سورية محاصرة، ومكافحتها صباح مساء للبقاء على قيد الحياة، بحسب إسماعيل.
وأوضح المخرج الشاب لعنب بلدي أن “عائلة أم وسيم كانت الأكثر نموذجية من حيث تأثير الحصار عليها”، مؤكدًا أنه “بالمقابل هناك مساحة هائلة من الحب والكرامة والأمل بغدٍ أفضل بعيدًا عن نظام القتل والتجويع”.
استمر تصوير الفيلم الذي أنتجته مؤسسة “بدايات” عام 2015، مدة يومين بحسب إسماعيل، وقال إن المونتاج “استمر فترة طويلة لأسباب ميدانية تتعلق بانشغالي بتغطية الاشتباكات في ببيلا وبيت سحم حينها، إضافة إلى الظروف السيئة، فلم أستطع العمل عليه بشكل مستمر”.
“الفيلم أشبه بالمغامرة“
هَدَف إسماعيل من مشاركته بالفيلم لأول مرة في مسابقات دولية إلى “ألا يمر الحصار مرور الكرام في ذاكرة العالم”، موضحًا أنه سعى إلى “نحت يومياته الطويلة الصعبة في قلوب وعقول جميع الناس”،
واعتبر المخرج أن الفيلم هويّة سمعية بصرية شاهدة على ما عاناه الشعب السوري المحاصر في مناطق عدّة داخل سوريا لأنه أراد الحرية، مشيرًا إلى أنه “كان أشبه بالمغامرة التي قد تفشل أو تنجح، في ظل غياب الخبرة والتجربة في مجال الإخراج”.
إسماعيل قال إن طبيعة عمله في التغطية الإعلامية خلال الثورة، مختلفة عن صناعة الأفلام، مشيرًا إلى صعوبات واجهته خلال عمله تمثلت بضعف الإمكانيات التقنية “فالتصوير تم بكاميرتين فقط دون أي مسلتزمات أخرى مهمة”.
تسلّم صديق إسماعيل الجائزة نيابة عنه في بيروت، بحكم صعوبة خروجه في ظل الحصار، على حد وصفه، وأوضح أنها تضمنت “تمثالًا تقديريًا من المؤسسة ومبلغًا ماليًا بقيمة عشرة آلاف يورو”.
وعبّر إسماعيل عن شعوره بالرضا والسعادة لأن فيلمه “حقق إنجازًا مهمًا بنيله جائزة سمير قصير”، وهو ما اعتبره المخرج الشاب “أن رسالته وصلت للمتابعين وخصوصًا أصحاب الخبرة والاختصاص القائمين على لجنة تحكيم الجائزة”.
كما أكد أن فوزه سيكون دافعًا ومحرّضًا لمتابعة ما وصفه بـ”الطريق الشّاق في ظل الحصار المستمر وقلّة الإمكانيات والخبرات”، آملًا في تقديم تجارب أخرى مماثلة، “تعبّر عن واقع وأحلام السوريين في ظل حرب النظام المجرم عليه منذ أكثر من خمس سنوات”.
مطر إسماعيل من مواليد 1988، لم يتمكن من متابعة دراسته في الصحافة والإعلام، عقب انطلاق الثورة السورية، وعمل منذ اليوم الأول في مجال التصوير وتغطية الأخبار.
ويقول الشاب السوري إنه زوّد عشرات وسائل الإعلام بالتقارير الإخبارية، من بينها: الجزيرة والعربية وأورينت، ويعمل حاليًا مراسلًا لقناة “الآن” جنوب دمشق منذ عام 2013، كما ساهم بتأسيس تجمع “ربيع ثورة” الذي ينقل أخبار جنوب العاصمة دمشق منذ بداية عام 2014.