عنب بلدي – الغوطة الشرقية
“لم أصدق أنهن أنجزن ما رأيته.. أحسست أنني داخل سوق للألبسة الجاهزة”، تقول السيدة أم نعمان الأجوة، واصفة معرض الأشغال اليدوية لمتدربات مركز “النساء الآن” في بلدة مسرابا بالغوطة الشرقية، والذي أنهى فعالياته الخميس 9 حزيران.
واعتبرت الأجوة أن المعرض الذي استمر على مدار أربعة أيام، نجح على اعتبار أن النماذج التي عرض ضمنه أبدعت في صنعها المتدربات، مردفةً “كل شيء يلفت الانتباه والأكثر هو القطع الصوفية والأشغال الفنية كالسلال والشموع”.
المعرض عرض منتجات المتدربات من الألبسة وأشغال الصوف والشك والتطريز والأعمال الفنية، وغيرها وكان عبارة عن معرضين في الأساس أحدهما لمنتجات مشروع “الشتاء الدافئ”، والآخر نتاج الدورات التدريبية ضمن المركز خلال الشهرين الماضيين وجاء تحت عنوان “بأنامل الأمل صنعنا المستقبل”، وفق خلود شامية مديرة مركز “النساء الآن” في مسرابا.
دورات على مدار شهرين
افتتح المركز غرفًا مخصصة لقرابة عشر دورات في مجالات مختلفة، أبرزها الخياطة والصوف وحلاقة الشعر، وفق شامية، وقالت إن جزءًا من المعرض جاء نتاج دورات على مدار شهرين تعلمت خلالها المتدربات أساسيات عن المهنة، وحصلن على شهادات تخرج من الدورات.
“تحضر كل دورة 45 سيدة من جميع البلدات في الغوطة على ثلاث فترات في اليوم” بحسب شامية، وأضافت أن “بعض المتدربات اعتذرن في ظل الاقتتال نيسان الماضي، بينما أجلت أخريات عودتهن إلى منازلهن خارج مسرابا إلى حين انتهى المعرض”.
وأوضحت مديرة المركز أنه “يقدم من مترين إلى ثلاثة أمتار قماش للسيدة بنهاية كل دورة، تصنع بها قطعتها لتعرضها ومن ثم تعود إليها لتكون ملكًا لها”، مشيرةً إلى أن الدورات “تضمن كسوة المتدربات بأعمالهن، وجميعهن من الأرامل وزوجات المعتقلين وممن لا يوجد لديهن معيل “.
الجزء الآخر من المعرض ضم منتجات مشروع “الشتاء الدافئ”، والذي ضم بحسب شامية، 60 متدربة في مجالي الصوف والخياطة فقط، على مدار ثلاثة أشهر مضت (شهران تدريب والثالث للإنتاج)، وأشارت إلى أنهن “حصلن على حوالي 30 مترًا من القماش وبعض بكرات الصوف لصناعة قطعهن التي ستعود جميعها لهن”.
“حققتُ نجاحًا وتعلمتُ مهنة“
مؤمنة النجار، متدربة في المركز، شاركت في عدة دورات تدريبية، من ضمنها تصفيف الشعر والخياطة والصوف، وعرضت منتوجاتها الصوفية في المعرض، وقالت إنها استفادت، “حققت وتعلمت شيئًا أستفيد منه”.
السيدة التي حصلت على المرتبة الأولى في الخياطة (رفضت نشر اسمها)، قالت لعنب بلدي إن مشاركتها في المعرض والدورات قبله، “حسّنت من نفسيتي كثيرًا على اعتبار أني مطلقة ولدي ستة أولاد الأكبر فيهم يعاني من مرض مزمن”، وشكرت المركز والقائمين عليه.
وإضافة إلى الدورات في التمريض والصحة الإنجابية والمجالات الأخرى، يعمل مركز مسرابا حاليًا، وفق شامية، على تنظيم دورات تحت عنوان المرأة القائدة، من خلال تدريب النساء على مهارات التواصل وبناء القرار وحل المشكلات.
تأسست منظمة “النساء الآن” بداية عام 2012، وتهدف لتمكين المرأة في جميع النواحي (معرفي واقتصادي) حتى يكون لها هوية ومهنة تحفظ لها كرامتها، وتمكين معرفي يزيد من ثقافتها، إضافة إلى تعريف النساء الأخريات بأعمال متدرباتها ليصبح لديهن دافع للتعلم، بحسب القائمين عليها.
وختمت النجار حديثها لعنب بلدي قائلةً “إجاني توصيات على العيد بعد رؤية منتجاتي في المعرض”، متمنيةً “أن تعمل في مشغل يضم جميع المتدربات اللواتي حصلن على الخبرة لنستفيد منه ونفيد”.