لماذا تفشل الأمم؟ أصول السلطة والازدهار والفقر
عندما بدأ مؤلفا كتاب “لماذا تفشل الأمم” بتأليفه لم يكن ثمة بشائر لثورات في الربيع العربي، لكن تزامن الثورة المصرية مع انتهائهما من الكتاب جعلهما يستهلّانه باستعراض مشهد المتظاهرين في ميدان التحرير كاستدلال على صحة ما استنتجاه في كتاب استلزم 15 عامًا من البحث المتواصل.
الكتاب من تأليف دارون أسيموغلو وجيمس روبنسون، وكلاهما أستاذ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وهو عبارة عن دراسة بحثية في أسباب ثراء بعض الأمم وفقر الأخرى، في محاولة للإجابة عن عدة أسئلة من قبيل “ما هي مقومات الانتقال من الفقر إلى الرخاء؟ وكيف يمكن أن تنتشر الرفاهية في العالم؟”
يستند الكتاب إلى وقائع تاريخية وأماكن جغرافية لدراسة نماذج اقتصادية بغية تشخيص أسباب الفقر واقتراح حلول له، بانتقاد للحلول الجاهزة التي تدعمها المؤسسات الاقتصادية الدولية كصندوق النقد الدولي.
ويقارن الكاتبان فيه بين العديد من المناطق والدول مثل الكوريتين والصين والاتحاد السوفيتي السابق وبريطانيا وجنوب أفريقيا وبعض دول أمريكا الجنوبية وغيرها، ويصلان إلى نتيجة مفادها أن الدول الفقيرة لا تعاني من الفقر نتيجة لموقعها الجغرافي أو قلة مواردها، إنما بسبب الفساد السياسي والضعف المؤسسي وما لهما من دور في ترسيخ الفقر.
فمثلًا، في الفصل الثالث من الكتاب (صناعة الرفاهية والفقر) يتناول المؤلفان نوعين من أنظمة الحكم وأثرها على ثراء البلاد: أنظمة ذات مؤسسات سياسية واقتصادية متكاملة، وأخرى ذات مؤسسات استحواذية، وذلك عبر نموذج الكوريتين الشمالية والجنوبية، وفرق مستوى المعيشة الكبير بين كل منهما اليوم، رغم أن معظم الصناعات كانت موجودة في كوريا الشمالية قبل خمسين عامًا.
يقع الكتاب في قرابة 600 صفحة مقسمة على 15 فصلًا، وهو من ترجمة: بدران حامد، ونشر الدار الدولية للاستثمارات الثقافية- القاهرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :