في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، طال غلاء الأسعار والسلع المدن كافّة، المحاصرة منها وغير المحاصرة، وغدا لزامًا علينا أن نتعامل معها بحنكة، وننفض الغبار عن وسائل بسيطة لتدبّر العيش في زمن الشدّة.
اللبنة الأولى والأساسية في أي اقتصاد هي المنزل، منه نستطيع أن نبدأ، وأي تغييرات بسيطة في السلوك، ستظهر نتائجها بالنفع عليه أولًا، وعلى المجتمع بعدها.
سنعرض في هذه المقالة سلوكيّات ووسائل من شأنها أن تساعدنا على التخفيف من حدّة الأزمة في الوقت الراهن، وتعويدنا على مناهج أفضل في الاقتصاد المنزلي لما تبقّى من حياتنا.
– الاعتماد على الخضار الموسميّة، ابتياع السلع من بائعي الجملة باتفاق سكّان البناء مما يساعد على تخفيض التكلفة على العائلة، الاستعاضة عن السلعة المفقودة/مرتفعة الثمن بأخرى لها نفس القيمة الغذائية التي نحتاجها (نشويات-سكريات-دهون…)، اعتياد الطهي بطرق تحافظ على القيم الغذائية وتقلل من استهلاك الوقود(الشي، السلق..)، الطهي بكميّات مناسبة يضمن عدم وجود بقايا قد يرميها البعض في حين لا يجد آخرون ما يسدّون به الرمق، تعلّم طرق بسيطة وسهلة لإعداد أصناف الغذاء الأساسية «الخُبز مثلًا» تمكنّنا من انتاجها عند الضرورة.
إعادة تدوير الملابس ذات الحالة الجيدة للأطفال الأصغر سنًّا وتربية أبنائنا على تقبّل ذلك، اعتياد الغسيل اليدوي إن اضطررنا له في حالات انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، تخصيص أيام محددة للكيّ والغسيل حتى لا نضطر لاستعمال الأدوات الكهربائية يوميًا مما يساهم في تقليل استهلاكنا للكهرباء.
في مجال الاتصالات:
ترشيد استخدام وسائل الاتصال -الهاتف أو الموبايل- (في حال وجود الاتصالات
ولعلّ أزمة الاقتصاد لا تنسينا أداء واجبنا من تقديم المعونات تجاه إخوة لنا، نحن أولى بمساعدتهم ولو بقدر بسيط،ويمكننا أن نشرح لأبنائنا أن امتناعنا عن ابتياع بعض الكماليات التي اعتادوا عليها سيعود ريعه لشراء مستلزمات أولية لمن يحتاجها، فنكون أمام ملمح تربوي هام في زرع الإيثار والانفاق عمليّا في نفوسهم.
ربما تكون هذه السلوكيات وسائل لمساعدتنا في ظل أزمة اقتصادية راهنة، لكنّها بالطبع صالحة لأن تستمر حتى في حال الرخاء الاقتصادي، فإعادة التدوير وثقافة الاقتصاد المنزلي من الأسس التي يجدر بنا تعزيزها والدعوة لها، لمنازل أكثر وعيًا وترشيدًا للموارد في سوريا الغد.