أحمد الشامي
يطرح الدخول العلني والمكثف لحزب «نصر الله» إلى اﻷراضي السورية سؤالًا محرجًا على كل أطياف المعارضة السورية وخاصة العلمانية منها.
السؤال سبق طرحه أكثر من مرة بشكل خجول ومرتبك. هل هي مصادفة أن تقف الدولة اليهودية مع روسيا الأورثوذوكسية في صف اﻷسد؟ الأورثوذوكسية «أقلية» في الديانة المسيحية واليهود أقلية بين الديانات.
ما تفسير بذل «إيران» للغالي والرخيص في سبيل نظام قميء، طائفي ومكروه، يؤجر خدماته ﻹسرائيل «عدو» الولي الفقيه المعلن؟ لماذا تستميت إيران في الدفاع عن نظام يلفظه السوريون الذين لايكنون عداوة لا ﻹيران ولا للشيعة؟ المزارات الشيعية في سوريا بحماية أهلها من «السنة» كانت على الدوام مفتوحة للإخوة الشيعة الذين عاشوا معنا في وئام واحترام متبادل. ماذا جرى لكي يصبح «أهل الشام» أعداء «للولي الفقيه» لمجرد رغبتهم في أن يختاروا هم من يحكمهم؟ تمامًا كما يفعل اﻹيرانيون منذ سقوط الشاه بدلالة أن الانتخابات ستجري في إيران في حزيران المقبل.
في أيلول من العام 1980 اختار «حافظ اﻷسد» الوقوف في صف إيران ودعمها عسكريًا ضد المعتدي الصدامي وذهب أبعد من ذلك حين حاصر العراق في جبهته الغربية وقطع خط النفط العراقي ضد مصلحة الشعب السوري الاقتصادية. هل فعل الرئيس المؤسس للعصابة اﻷسدية ذلك رغبة منه في الوقوف إلى جانب الضحية ضد المعتدي أم أن موقفه كان مبنيًا على أساس طائفي محض؟ ولتذهب مصالح سوريا والسوريين إلى الجحيم…
الآن حين يتدفق زعران «نصر الله» كالجراد على أطراف حمص والقصير في حين التزم هؤلاء جحورهم حين كانت إسرائيل تعاقب حليفتهم «حماس» في غزة فكيف لنا أن نفسر هذا الغزو؟ هل انتقلت «مزارع شبعا» بقدرة قادر إلى جرود عرسال وقرر هؤلاء تحريرها من السوريين البسطاء؟ أم أن لهذا التكالب تفسيرًا طائفيًا؟
هل يكفي تجنب الحديث في الطائفية لجعل هذه اﻷخيرة تختفي من حياتنا؟ أم أن العقلانية والمنطق يقتضيان النظر إلى اﻷمور والواقع بجرأة وصراحة دون دفن رؤوسنا في الرمال؟