عنب بلدي – العدد 62 – الأحد 28-4-2013
محمد حسام حلمي
تحدثنا في العدد (59) الصادر بتاريخ 7 ابريل عن تقرير التنمية البشري لعام 2013 بعنوان «نهضة الجنوب: تقدم بشري في عالم متنوع» وعن أهم محركات التحول في التنمية التي حصلت في دول الجنوب وتشمل على أربعة محركات رئيسية وهي الدولة الإنمائية الفاعلة، واختراق الأسواق العالمية، والابتكار في السياسات الاجتماعية
وكيف كانت نهضة الجنوب ظاهرة فريدة لأول مرة في التاريخ المعاصر من حيث السرعة والنطاق. وأشار التقرير إلى أن عوامل التنمية البشرية لا تقاس فقط بتحسن المؤشرات الاقتصادية، وإنما تقاس بوضع خطط وسياسات اقتصادية واجتماعية مناصرة للفقراء، وتركز على منطق المساواة والعدالة في الحقوق من حيث التعليم والصحة وتأمين العمل اللائق بالفرد
سنتحدث في هذا العدد عن أهمية سماع صوت الشباب ومشاركتهم في عملية التنمية…
يؤكد تقرير التنمية أن ثمار التنمية لا يمكن جنيها على صعيد المجتمع ولا يمكن لعملية التنمية أن تكون مستدامة ما لم يكن هناك مشاركة حقيقية وفعلية في الأحداث التي تؤثر على مجرى حياتهم. حيث يجب تمكين الشباب من التطلع إلى مزيد من الفرص الاقتصادية، ومن المشاركة السياسية ومن المساءلة. حيث نلاحظ حالة الاستياء العامة من الحكومات في الشمال والجنوب فمن الأسباب الرئيسية للاستياء الاجتماعي، قلة فرص العمل المتوفرة للشباب من ذوي الاختصاصات، حيث يشير التقرير إلى أن أي تجاهل لمطالب الشباب قد يؤدي إلى تعثر التنمية البشرية، لأن الاحتجاجات والإضرابات وعدم الاستقرار يحدث آثارا مباشرة على الاستثمارات والنمو الاقتصادي. فتتحول موارد الدولة الدكتاتورية بدلاً من الإنفاق على التنمية إلى الحفاظ على الأمن والنظام العام. إن استمرار تجاهل مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية قد تترجم إلى احتجاجات شعبية ولا أحد يستطيع التنبؤ بلحظة انفجار انتفاضة الشباب كما حصل في دول الربيع العربي من تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا.
لم يكتف النظام في سوريا بتجاهل الشباب، بل دمر كل مقومات التنمية من بنى تحتية وموارد طبيعية وبشرية، ما ينذر بأن تصبح البلد رهينة المال السياسي كثمن لفاتورة إعادة الإعمار التي تقدر في الوقت الراهن بــ 200 مليار دولار.