عنب بلدي – العدد 62 – الأحد 28-4-2013
غفار حكمت محمد – الحراك السّلمي السّوري
«كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم، تقولون: لا إله إلا الله، وتخلعون ما تعبدون من دونه» (حديث شريف).
لا إله إلا الله، يقولها أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم في العالم مرّات ومرّات كل يوم، ولكنهم لم يملكوا بها أحدًا، ولم يدن لهم أحد!!! في هذه الآية الكريمة شرح لمعنى التوحيد وأثره في المجتمع { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران، 64).
ضمّن الرسول الكريم هذه الآية في رسائله لهرقل وكسرى وغيرهم من سلاطين زمانهم. اليوم ومع التطور الكبير الحاصل، صار كل من يعرف القراءة أهل كتاب، حتى لو لم يكن يؤمن بديانة سماوية، ولو كان ينكر وجود الله أصلًا. الدعوة في هذه الآية مفتوحة للجميع، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، وكلمة السواء ربما لا تحتاج إلى الكثير من الشرح والتفصيل، ببساطة لكم ما لنا، وعليكم ما علينا، كلنا سواء.
وكلمة السواء هذه هي أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا، وهذا هو التوحيد، «لا إله إلا الله»، وأن لا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله. لا نقول فقط الله موجود وهو واحد أحد، ولكن أيضًا، لا نقبل أن يكون هناك آلهة بشرية «مثل فرعون» يفرض نفسه على الناس بالقوة، ولا تنطبق عليه القوانين التي تنطبق على الجميع. باختصار شديد، كلمة السواء هي التوحيد، كلمة السواء، هي أن لا يكون هناك امتيازات لأحد.
العدل، وأينما كان العدل، فثمّ شرع الله. لذلك لا يقبل أصحاب الامتيازات بكلمة السواء ولا يريدون للعالم أن يتحول إلى الديمقراطيةحتى يحافظوا على امتيازاتهم.
لا إله إلا الله، كلمة واحدة، ستغير العالم عندما يفهمها المستضعفون.