حلول تقنيّة بسيطة

no image
tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 62 – الأحد 28-4-2013

ها هي أجهزتنا التي اشتريناها منذ عامين أو ثلاثة تبدو قديمة، غير قادرة على مسايرة الجديد، نشعر ببطئها عند استخدام الإصدارات الحديثة من البرامج التي يتفاخر الجميع بروعتها.. وها نحن نفكّر بشراء أجهزة جديدة، لكن هل يعقل أن ننجرف وراء دوامة: برامج أحدث > متطلبات أعلى > الشعور بقدم الأجهزة؟ أمّ أن هناك خيارات بديلة…

الفكرة الأساسيّة التي نريد تقديمها هنا، هي إعادة تقييم حاجياتنا من البرامج، ما نبغي الحصول عليه منها، ما هي الوظائف التي نريد تحقيقها، لأنّ ما نستخدمه حاليًا لا يخرج عن دائرة «الشائع» و «المعروف» من البرامج، والذي غالبًا يتجاوز ما نحتاج. في عالم البرمجيات هناك الآلاف من الخيارات، وسيبدو من المستحيل وسط هذه الدوامة اختيار الأنسب، لكن ما يمكننا فعله هنا، هو تقييم ما نحتاج من ميزات وخصائص، واختيار أقرب برنامج يحقّقها، وسيكتشف معظم المستخدمون بأنّ ما يريدونه شيءٌ متواضع، وبأنّ أقدم أجهزة الكمبيوتر قادرة على تشغيل هذه المتطلبات بخفّة وروعة. ولتسهيل مهمة البحث هذه سنحاول أن نستكشف معًا بعض الخيارات.

برنامج نسخ الاقراص الليزريّة الشهير: Nero، هذا البرنامج مثال جيد عن التطبيق المتضخم جدا والذي يمكنه القيام بمئات المهام الى جانب مهمته في نسخ الاقراص مثل تشغل الصوتيات والمرئيات وعرض البث التلفزيوني وربما طحن البن قريبًا .. حجم البرنامج الحالي بلغ عدّة مئات من الميغايات! وهو يلتهم مقدارًا كبيرًا من الذاكرة، ويستنزف المعالج، رغم أنّ ما نريده هو نسخ بعض الأقراص فقط.
في المقابل نجد أن برنامج IR يبلغ حجمه 4M.B، ويقوم بكل مهام نسخ وحرق وإنشاء مختلف أنواع الاقراص الليزرية، نعم الأمر يبدو سحريًا، لكن إذا اقتصرنا على ما نريده فقط، لا ما تريده الشركات، سنكتشف قوّة البساطة.
برنامج الـ IR يعمل بخفّة ورشاقة شديدة، وينفذ ما يطلب منه باحترافيّة، إضافةً إلى أنّه مجاني ولا يتطلب رقمًا سريًا.. إنّه يستحق التجريب فعلًا.
رابط البرنامج: http://infrarecorder.org

معظمنا اليوم بات يلزمه برنامج لتحرير الصور والتعديل عليها (القص، الدمج، التعديل، إزالة العين الحمراء، تغيير الخلفيّة…) وتطبيق الفلاتر الجاهزة، وهذه مهمات لا ينبغي أن تكون بذلك التعقيد الذي يطرحه برنامج الفوتوشوب، هذا البرنامج مناسب لمخرجي الأعمال الفنيّة الكبيرة، منتجي الصور، الأعمال الدعائيّة، والأعمال الفنيّة، أمّا للاستخدام المنزلي البسيط والمتوسط، فلدينا على سبيل المثال برنامج Gimp وهو يعتبر بحق بديلًا لشريحة واسعة من مستخدمي الفوتوشوب.
حجم البرنامج 80 ميغا، وهو لا يتطلب مواصفات خاصّة البتّة، إضافةً إلى كونه مجانيّ، ومتوافر باللغة العربيّة، مشاهدة الأعمال الفنيّة المصمّمة بواسطته مشجعة للغاية.
رابط البرنامج: http://www.gimp.org

متصفحات الإنترنت هذه الأيام مثال صحيح عن التطبيقات التي تتطلب الكثير من الذاكرة، ورغم أنها تجاهد لمحاولة تحسين تجربة الاستخدام، وتوفير موارد الجهاز، وتقديم رشاقة أكثر إلّا أنها لا تزال تحتاج للكثير، وبالتأكيد فمن الصعب جدًا أن تنافس متصفحات أخرى مبنيّة لأجل هذا الغرض.
يعرّف برنامج ميدوري عن نفسه بالقول:
A Lightweight, fast, and free web browser.
الخفّة، السرعة، بالإضافة إلى كونه مجانيّ ومفتوح المصدر.
البرنامج غير مشهور لأنّه يقدّم شيئًا مختلفًا، لا يركز على تقديم قائمة طويلة جدًا وغير منتهية من الميزات، بل العكس، القليل منها فقط.
إنّه يقدّم سبع ميزات لا غير، وهذا ما يجعله خفيفًا للغاية، وجديرًا بالتجربة، هذه الميزات هي: الأداء (بمعنى الخفة والسرعة)، البساطة (واجهة سهلة الاستخدام)، التخصيص (إمكانية تعديل الخيارات الافتراضيّة)، العلامات (أو ما يعرف بحفظ المواقع Bookmarks)، قراءة خلاصات المواقع (RSS)، مدقّق لغوي، وأخيرًا مدير تنزيل مدمج.
رابط التنزيل:
http://midoribrowser.org/download/choose

اقتراحات أخرى:
– هل ترغب في تجريب قارئ ملفات pdf أكثر خفّة على جهازك، بدون إعلانات، ويمكنك تحميله بخمس دقائق؟ إنه برنامج Sumatra PDF بحجم خمسة ميغا، مجاني، ويقدم الميزة التي تحتاج: تشغيل ملفات البي دي اف. فقط لا غير.
http://blog.kowalczyk.info/software/sumatrapdf/download-free-pdf-viewer.html

– إنشاء رسوم كرتونيّة متحركة ليست بالمهمة الصعبة، إنها أمر ممتع جدًا، خاصّة مع برنامج بنسل، أيضًا بحجم 5MB، لم لا تجرّب ماذا يمكن للبساطة أن تقدّم:
http://www.pencil-animation.org/

هذه بعض الخيارات فقط، بعضها قد يناسبك، وبعضها لن يناسبك، الفكرة الأساسيّة ألا تستخدم شيئًا أكثر من احتياجاتك، البعض يصف ذلك بمحاولة قتل الذبابة بمدفع، بالقليل من البحث يمكنك أن تكتشف قوّة البساطة.
لا تشترِ جهازًا جديدًا.. انفخ روحًا جديدة بما تملكه بالفعل.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة