في حركة غير مسبوقة، قامت مجموعة من الشباب في العاصمة بتنظيم اعتصام صامت أمام مجلس الشعب في الصالحية قامت خلاله الناشطة ريما دالي وبحركة ملفتة وجريئة، مرتدية فستانًا أحمر وسكبت على نفسها طلاءً أبيض اللون محاولة إعلان احتجاجها على مسلسل القتل المستمر رافعة لافتة حمراء كتب عليها «أوقفوا القتل، نريد أن نبني وطنًا لكل السوريين»، سرعان ما هاجمتهم قطعان الأمن والشبيحة. استبسل أصدقاء ريما في منع الأمن من اعتقالها لكن باءت محاولاتهم بالفشل في ظل تخاذل الواقفين الصامتين وهي تقبع خلف قضبان السجن الآن فقط لأنها طالبت العصابات الأسدية الوحشية بوقف شلال الدماء الدافق.
ثم قامت مجموعة أخرى من الشباب ومتابعة لمسيرة ريما بتنظيم حركة احتجاج في مجمع الشام سيتي سنتر في كفرسوسة حيث قام عدد منهم بالاستلقاء على الأرض داخل المجمع وكأنهم أموات بينما رفع آخرون لافتات حمراء تحمل عبارة ريما الشهيرة وسط ذهول كل من كانوا في المجمع التجاري وتصفيق شديد من معجبيهم، سرعان ما انتفض الحراس داخل المجمع وهاجموا الشباب المتظاهرين واقتادوا أربعة منهم إلى غرفة الحرس داخل المجمع وطالبوا البقية بالانصراف، سرعان ما اتصل أحد حراس المجمع بعناصر الأمن وعلى الفور جاءت سيارة سوداء اقتاد إليها عناصر الأمن كل من الناشطات ساشا أيوب وسيلينا أباظة ولين شكر وناشط رابع. هنا تعالت الهتافات المطالبة بترك الشباب وشأنهم لكن وحشية الأمن لا ترحم، ورفعت إحدى الناشطات إشارة النصر وسط تصفيق الموجودين وهتاف أصدقائها الممتزجة بدموعهم وودعتهم بابتسامة المنتصر، الأمر الذي أثار غيظ عناصر الأمن فصاح أحدهم «أفي داعي للتصفيق مانقوم بواجبنا»… في اليوم التالي خرجت الناشطات الثلاثة وبقي الشاب خلف القضبان.
واستمر خروج الأحرار في مظاهرات مناوئة للنظام كالعادة ولكن الملفت هذه المرة الجرأة في اختيار المكان حيث خرجت مظاهرة في جسر فيكتوريا من أمام فندق سميراميس ومضت باتجاه ساحة الأمويين رغم خطورة المكان وامتلائه بمباني الأمن والجيش، كما يستمر النضال السلمي بقوة الكلمة في وجه ضراوة وشراسة النظام متحدين آلة القتل والاعتقال.. ماضون بكل عزيمة وإصرار حتى إسقاط النظام.