عنب بلدي – العدد 61 – الأحد 21-4-2013
نسمع باستمرار عن تحسين أداء أنظمة التشغيل، وعن كونها تصبح أسرع وأسرع، لذلك نتوقع الكثير عندما ننتقل لاستخدامها، أن تقلع في ثوانٍ، أن تفتح التطبيقات بمجرّد اختيارها، أن نتمكّن من التبديل بين التطبيقات المفتوحة برشاقة متناهية، وأن نفتح المزيد منها معًا في نفس الوقت، وقائمة طويلة أخرى من التوقعات.
مع مرور الوقت، تلتهم التطبيقات المزيد من مساحة الذاكرة، وتطلّب حجمًا إضافيًا على القرص الصلب، وبفعل الزمن والتقادم سيبدأ جهازك يعاني من بطء، وبضع الدقائق في إقلاع الجهاز ستبدو دهرًا كاملًا من الوقت.
ومع نموّ مهامك التي تقوم بها، كتعاملك مع صور HD أو التصميم ثلاثي الأبعاد 3D ستشعر حقًا أنك بحاجة إلى جهاز جديد، لكن قد لا تسمح ميزانيتك بتغيير جذريّ كهذا، وهنا يأتي الحلّ السحريّ: شراء بطاقات ذاكرة إضافيّة.
إن زيادة حجم الذاكرة RAM يعني زيادة واضحة في أداء الجهاز، الخفّة، والشعور بالحيويّة من جديد في أجهزة تجاوز عمرها أربع سنوات.
تشبه الذاكرة بالنسبة للكمبيوتر كطاولة العمل بالنسبة لنا، فكلما احتجنا ملفًا ما من الخزانة (القرص الصلب) سيتم جلبه وعرضه على الطاولة، وهكذا كلما كانت مساحة الطاولة أكبر كلما تمكنّا من وضع عدّة ملفات، وبتعبير لغة الحاسب، كلما ازداد حجم الذاكرة، كلما تمكنا من فتح عدة تطبيقات والتبديل بينها.
فإقلاع النظام وتشغيل سطح المكتب فقط يستهلك عادةً من 500 ميغا وحتى 1 غيغا! (خاصة مع مكافح فيروسات يعمل في الخلفية).
وعادة ما يلزم للأعمال والمهام اليوميّة، مثل تصفح الانترنت، قراءة البريد الإلكتروني، الاستماع للأغاني، ومطالعة الملفات، ذاكرة بحدود الواحد غيغا، وهذا يعني بأن أي جهاز حاسب لا ينبغي أن تقلّ ذواكره عن 2 غيغا.
أما مصممي الأعمال ثنائيّة وثلاثيّة الأبعاد فهم يحتاجون إلى 3 غيغا كحد أدنى.
بعد تحديد حجم البطاقة المطلوب إضافتها، ولنقل مثلًا أننا نرغب في إضافة بطاقة حجمها 1 غيغا، ينبغي أن نعرف نوع هذه البطاقة.
ولدينا ثلاثة أنواع: DDR1,DDR2,DDR3
والفرق بينها هو في سرعة تبادل البيانات بينها وبين القرص الصلب، لكن هذا ليس كلّ شيء، فليس الأكثر سرعة هو الأفضل دومًا، فهناك بعض النوعيات الرديئة من DDR3 التي تسبب سرعتها العالية في نقل البيانات، ورداءة صناعتها، بضعف استقرارها (نتيجة معدل عالي للتواقت)، لذلك قد يكون الخيار الأفضل حاليًا (وهو الأكثر رواجًا) ذواكر DDR2
الآن حان وقت تركيب القطعة، سنطفئ جهاز الكمبيوتر، وننزع كابل الكهرباء من مقبسه، ونقف على عازل أرضي (سجادة مثلًا) حتى نتجنب وخزة الكهرباء الساكنة المخزّنة في مختلف الأنحاء في داخل الجهاز 🙂
لنفتح غطاء الحاسب، وسنلاحظ على اللوحة الأم قطعة خضراء مستطيلة ومثبتة من طرفيها بظفرين (القطعة المؤشّر عليها في الصورة في الأعلى).
اللوحات الأم تصمم بطرق مختلفة، لكن الأكثر شيوعًا هي هذه، غالبًا ما سنجد ظفرين يثبتان شريحة الذاكرة، وكل ما يتوجب علينا فعلها هو تحرير هذه الأقفال (غالبًا بدفعها للجانبين، أحيانًا بسحبها للأعلى)، لنلاحظ الوضعيّة التي كانت بها الشريحة السابقة ولنستبدلها بالشريحة الجديدة، نضعها بذات الوضعيّة.
الآن لنغلق الأقفال (دفعها للداخل غالبًا، وأحيانًا بضغطها للأسفل)، لنغلق غطاء الحاسب .. يفترض أننا انتهينا من كلّ شيء.
غالبًا سيقلع الكمبيوتر بشكل طبيعي وصحيح، يمكننا التأكد من أن النظام قد قرأ القطعة الجديدة من الشاشة السوداء الأولى التي تقرأ الذواكر.
في حال واجهتنا أية مشكلة، فكل ما علينا فعله، هو فتح غطاء الحاسب مجددًا، ونزع البطارية (بطارية اللوحة الأم) من مكانها، بضغط الظفر الخاص بها للأسفل، الانتظار لثوانٍ، الضغط على زر التشغيل، ثم إعادتها لمكانها، لكن نادرًا ما سنحتاج لذلك.
بعد الإقلاع وقراءة الذواكر الجديدة، يفترض أن نلاحظ فرقًا واضحًا في الأداء، لكن إن كان الجهاز يعاني من مشاكل سابقة، فسيكون من الأفضل التفكير بإعادة تثبيت النظام من جديد.