“أسايش” تجنّد الشباب الكرد قسرًا لقتال تنظيم “الدولة”
انعكست “معركة تحرير الرقة”، كما أطلقت عليها قوات “سوريا الديمقراطية”، سلبًا على الأهالي في مناطق “الإدارة الذاتية”، فتزامن إعلانها مع حملات دهم واعتقال طالت مئات الشباب الكرد في غضون أيام قليلة، لسَوقهم إلى “التجنيد الإجباري” تحت بند تطبيق “قانون الدفاع الذاتي” الذي أقر العام الماضي.
وتعتبر “وحدات حماية الشعب” الكردية التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” هي المكون والعصب الرئيسي في “سوريا الديمقراطية”، التي تضم فصائل ذات إثنيات متنوعة، في حين تعتبر “أسايش” الجهاز الأمني النافذ في مناطق “الإدارة الذاتية، وتتبع أيضًا لـ “الاتحاد الديمقراطي”.
ورصد مراسلو عنب بلدي في مناطق “الإدارة الذاتية” في محافظتي الحسكة وحلب ما وصفوها بـ “الانتهاكات” التي مارستها “أسايش”، ابتداءً من 24 وحتى 27 أيار الجاري.
ووفقًا لمصادر عنب بلدي، فإن كبرى الحملات الأمنية التي شنتها “أسايش” كانت في الريف الشمالي للحسكة، بتاريخ 24 نيسان، وأسفرت عن اعتقال عشرات الشباب واقتيادهم إلى مركز تدريب تابع لـ “وحدات حماية الشعب”، ومن ثم سَوقهم إلى معارك مفتوحة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة الرقة.
وفي قرى منطقة “جل آغا” (عشيرة الكوجرات)، أوضحت مصادر محلية أن حملة الاعتقالات ترافقت مع سرقات و”تعفيش” في المنازل طالت أموال القرويين وكميات من الذهب، واحتجاز سيارات ودراجات نارية بذريعة أنها “مهربة”، الأمر الذي أكدته صفحات ومواقع محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أهالي منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، والتابعة أيضًا لـ “الإدارة الذاتية” لم تكن بمعزل عن أحداث الحسكة، فنفذت “أسايش” عمليات دهم واعتقال طالت نحو 300 شاب، في 26 أيار الجاري، وأوضح مراسل عنب بلدي في المنطقة أن الاعتقالات اقتصرت على الأكراد دون غيرهم، لسَوقهم أيضًا إلى مراكز التدريب التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي”.
وتتزامن هذه الإجراءات مع هجوم جديد شنته قوات “سوريا الديمقراطية” على الريف الشمالي لمدينة الرقة، في ظل تخوّف الأهالي من مصير أسود ينتظر أبناءهم المساقين إلى ساحة مواجهات محتدمة مع مقاتلي التنظيم.
ناشطون وسياسيون أكراد بمن فيهم “المجلس الوطني الكردي”، خرجوا في مظاهرات ووقفات احتجاجية في عدة مدن وبلدات كردية، ضد ما أسموها “ممارسات الاتحاد الديمقراطي” في اعتقال الشباب وإجبارهم على القتال في مواجهة التنظيم وغيره من القوى والفصائل المنتشرة في الشمال السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :