الامتحانات تعود إلى داريا بعد غياب طويل.. وطلابها يستعدون

  • 2016/05/29
  • 3:30 ص

زين كنعان – داريا

أعلنت مدرسة “اقرأ وارق” انتهاء تسجيل الطلاب لتقديم امتحاني التعليم الأساسي والثانوية العامة، تزامنًا مع بدء دورات مكثفة التحق بها طلاب مدينة داريا بريف دمشق الغربي، وشملت منهاجي الشهادتين، ما يمكن الطلاب من تقديم امتحاناتهم بعد فترة طويلة شهد خلالها التعليم حالة سيئة في المدينة.

ولاقت الخطوة إقبالًا من طلاب داريا، الذين توافدوا بكثرة للتسجيل على الامتحانات، رغم الجدل حول مدى الاعتراف بالشهادة الصادرة عن الحكومة المؤقتة، التي كلّفت كادر “اقرأ وارق” بافتتاح مركز امتحاني داخل المدينة، من خلال مديرية التربية التابعة لها.

“الشهادة معترف بها”

عنب بلدي التقت مدير مدرسة “اقرأ وارق” حسين أبو خليل، وأكد أن الشهادة معترف بها في جامعات المناطق المحررة، وفي كل من تركيا وفرنسا، معتبرًا أن الخطوة “أثرت بشكل إيجابي في نفوس الطلاب والكادر التعليمي”.

ولاحظ أبو خليل عزم الطلاب على تقديم الامتحانات والحصول على الشهادة، رغم تأخر الإعلان عن بدء التسجيل وضيق الفترة المتبقية لموعد الامتحانات، 13 تموز المقبل، عازيًا التأخر إلى “غياب أي تعاون أو تواصل مع مديرية التربية في الفترة الماضية”.

الطلاب يتوافدون للتسجيل

مدير المدرسة لفت إلى أن “الطلاب يملكون الكثير من الأهداف والأحلام المستقبلية ويأملون في تحقيقها، إلا أن الأمل تضاءل مع طول أمد الثورة، وبدأ الطلاب بالتراخي، ومنهم من انقطع عن المدرسة كليًا”، مشيرًا إلى أنهم “عندما علموا أنهم سيحصلون على شهادة في حال واصلوا تعليمهم تجدّد الأمل في نفوسهم”.

وسجل لتقديم الامتحان عدد من الطلاب المنقطعين عن المدرسة، وفق “أبو خليل”، وقال إن المدرسة ستشارك الفعاليات التعليمية داخل البلدة بتنظيم دورات تقوية في جميع المواد ولكافة المتقدمين، مضيفًا “سيجري العمل بجهود الفعاليات التي اتفقت على تقديم العون للطلاب وتوفير كل ما يلزم من طباعة المنهاج وتجهيز قاعات التدريس وكادر تدريسي جيد يشرف على الدورات والامتحانات”.

“طوال فترة الحصار منذ بداية الحملة حتى اللحظة، لم تترك داريا العلم الشرعي والكوني كما أنها لم تدع للجهل مكانًا بين أبنائها”، بحسب سعيد أبو القاسم، أحد المدرسين في دورات التقوية، مشيرًا إلى أن “جميع من في المدينة يسعون لتطوير أنفسهم بشكل مستمر ويبذلون الجهد والتعب حتى يرفعوا من مستوى مدينتهم علميًا وفكريًا”.

وأوضح أبو القاسم، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن قرابة 40 طالبًا من ذكور وإناث سجلوا لتقديم الامتحانات، وسط تفاؤل وصفه بـ “الكبير” في سبيل الحصول على الشهادة.

تخوّف من إلغاء الامتحانات

إلا أن المدرس تخوّف من تصعيد أو تردٍ أكبر في الوضع الأمني، يكون سببًا في إلغاء الدورات والدراسة، وبالتالي التأثير على موعد بدء الامتحانات، عازيًا السبب “للمحاولات المستمرة من قبل قوات الأسد لاقتحام المدينة”.

مالك (18 عامًا)، طالبٌ منقطعٌ عن الدراسة في السنوات الثلاث السابقة، أبدى استعداده لتقديم الامتحان، معتبرًا أنها “فرصة لا تفوّت وتحدٍّ في الوقت ذاته”، وقال لعنب بلدي “كنت طالبًا مجدًا في دراستي ولكني لم أستطع تقديم امتحان شهادة التعليم الأساسي، بسبب بدء الحملة وبقائي في المدينة”.

وختم مالك حديثه “لن توقف الحرب حياتنا، وسأحصل على شهادة الثانوية العامة أيضًا، حتى يتسنى لي إتمام دراستي الجامعية في الجامعة الافتراضية، في حال استمر حصار المدينة، أما إذا انتهى أجلي بقذيفة فلن أكون حينها قد خسرت شيئًا”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا