ما إن اندلعت الثورة السورية، متأثرة بهبوب رياح الربيع العربي مطلع العام 2011، حتى بدأت صور المظاهرات والمواد الفيلمية والفيديوهات المصورة للحشود في الساحات السورية تغزو تلفزيونات عالمية وعربية، سواء عبر البث المباشر، أو عبر تقارير مصورة، كان الناشطون يبثونها لنقل الواقع الجديد. وكانت الصور إلى حد كبير غير مهنية، يدا المصور ترتجفان، صوته يرتجف، جودة التصوير بالكاد تكون “مقبولة”، لكن في النهاية وصلت الرسالة.
تمكن السوريون، وبإمكانيات بسيطة ومحدودة، من كسر القيود التي فرضها نظام الأسد عبر ماكينته الأمنية والعسكرية منذ الأيام الأولى للحراك الشعبي. فرغم منعه تصوير أي مشهد يخالف روايته حول حقيقة الأحداث، نجح الناشطون في إيصال أصوات السوريين للخارج، وأظهروا صورة الحراك الشعبي وحجمه، وأوضحوا للعالم أنه لم يكن خروجًا “لشكر الله على نعمة المطر”.
تكاد الحالة السورية تتفرد بميزات، جعلت الإعلام العربي والعالمي يتناولها من زوايا مختلفة، وسعى لتأطير يومياتها في قوالب تتناسب مع سياساته وتتماشى مع الوضع الراهن للدول المعنية بالواقع الجديد الذي شهدته سوريا. وقد ساهم طول أمد الثورة، والتي تحولت فيما بعد إلى صراع عسكري خالص، وكذلك تعقيد المشهد السياسي والعسكري على الأرض، في تشتيت المشهد الإعلامي، وصعّب المهمة على الصحفيين والإعلاميين في فهم ما يحصل.
وإن لم نكن هنا في معرض الحديث عن تعقيدات المشهد الإعلامي السوري وطريقة تناول المأساة السورية، إلا أننا في صدد الحديث عن “الإعلام السوري الجديد”، أو ما اصطلح على تسميته بـ “البديل”، والذي تصدّر المشهد العام للإعلام السوري منذ اندلاع شرارة الثورة في آذار 2011 وإلى الآن، وأصبح صلة الوصل بين الإعلام الدولي وما يحصل على الأرض، بعدما تعذر إرسال الكوادر الإعلامية إلى الأرض السورية بسبب خطورة العمل الصحفي والتهديد بالقتل والخطف والإخفاء من قبل أطراف الصراع، كما يقول صحفيون وناشطون سوريون لعنب بلدي خلال مقابلات واستطلاعات رأي أجرتها معهم لإعداد هذا الملف.
يتناول الملف إذن، تجربة الإعلام السوري “البديل” بعد خمس سنوات من انطلاقته. وبدون الخوض مطولًا في نشأته وأسبابها، تطرح عنب بلدي من خلال لقاءاتها مع عدد من المؤسسات الإعلامية الجديدة والصحفيين والناشطين الإعلاميين، مجموعة من الأسئلة حول واقع التجربة ومستقبلها والتحديات التي تواجهها.
عشية الربيع العربي كانت سوريا تحتل المرتبة 173 من أصل 178 دولة في تصنيف منظمة “مراسلون بلا حدود” لحرية الصحافة، وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد على قائمة أعداء حرية الصحافة التي تضعها المنظمة نفسها، وكذلك تعد سوريا من البلدان التي تعادي الإنترنت.
تابع القراءة:
الصحافة الورقية الجديدة.. طفرة ما بعد الثورة
هل مؤسسات الإعلام الجديد “غير وطنية”؟
دور الإعلام السوري الجديد “ملتبس”
“إعلام جديد” مقابل تنظيم “داعش” والنظام
الإعلام السوري الجديد في “غربال” المنظمات الداعمة
منظمات دولية دعمت الإعلام السوري الجديد
تأثير في مناطق المعارضة.. وغياب عن “مناطق النظام”
درعا.. تجارب إعلامية محلية تشوبها “المناطقية” وتنقصها الخبرات
“حلب اليوم” تلفزيون “ثوري”.. ينقد الثورة
الإذاعات السورية.. صراع من أجل البقاء ومسيرة يعرقلها “مزاج الداعم”
مرحلة “تحسس” رؤوس.. هل يستمر الإعلام الجديد؟
تجربة شبكة أبراج.. الأولوية “ليست للعمل الجماعي“
تجارب إعلامية تتأسس في الحسكة بعد ارتخاء قبضة النظام
“شام”.. أقدم شبكة إعلامية في الثورة بدون تمويل
استمرارية الإعلام السوري الجديد على المحك
ناشطون: الإعلام الجديد.. يشبه كل السوريين “الأحرار”
تطور آليات التوظيف في المؤسسات الإعلامية الجديدة
الوضع القانوني شرط أساسي لاستدامة المؤسسات
تجارب جديدة في التمويل الذاتي.. “التفكير خارج الصندوق”
شبكات ومجموعات عمل للنهوض بالمؤسسات الإعلامية إداريًا وتنظيميًا
إعلاميون: “الإعلام الجديد” سيقود القاطرة في سوريا
لقراءة الملف كاملًا في صفحة واحدة: الإعلام “البديل” في “الغربال”.. تحسّس رؤوس مع انطفاء بريق الداعمين
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :