هل تُسرق الثورة ؟
عنب بلدي – العدد 60 – الأحد 14-4-2013
لم يكن متوقعًا ولا مفهومًا للسوريين ولجبهة النصرة كذلك إعلان أبي بكر البغدادي زعيم «دولة العراق الإسلامية» اندماج فرع القاعدة العراقي مع فرعه السوري ممثلًا بالنصرة في سوريا، وتشكيل «دولة العراق والشام الإسلامية».
لا نعتقد أن النصرة ومن خلفها القاعدة بحكم تاريخها وشكل تنظيمها بعيدة عن الاختراق الإقليمي والدولي إلى أعلى المستويات وهو ما يعني رهن جزء من مصير الثورة لقوى لا تهتم بالثورة من الأساس.
من المهين والمؤسف لسوريا ولمئة ألف شهيد وعشرات المدن المدمرة في سبيل الحرية أن يأتي تنظيم من خارج سوريا كلها ليفرض عليهم شكل الدولة بلا انتخاب ولا صندوق اقتراع ولا استشارة حتى!
ليس أكثر إهانة منه إلا الموقف الذي حشر فيه إعلام الثورة والمعارضة السياسية معًا، فما حاولت الثورة تجميله وإخفاءه أحيانًا أمام القريب والبعيد بات أكثر وضوحًا ولا يمكن تجاهله، وبات لزامًا على السوريين مواجهته ليس لأنهم يريدون مواجهته وإنما لأنه هو من يريد مواجهتهم.
لا أحد يناقش في انجازات النصرة العسكرية، ولكن تصوير النصرة وكأنها الفصيل المقاتل (الوحيد) في سوريا هي مبالغات وتهويل إعلامي يبدو أن بعض إعلام الثورة تورط به أحيانًا.
يجب على إعلام الثورة أن يصارح نفسه بواقعه وأخطائه وأن يركز ويدعم ما هو ثوري وطني حقيقي وأن يبتعد عن كل ما يحرف الثورة عن مبادئها الوطنية، ويسلط الضوء عليه بغية تصحيحه لا تجميله والتغطية عنه.
ليست النصرة هي القوة الوحيدة صاحبة الأجندة في سوريا وليست أول خطأ يقع إعلام الثورة في التعامل معه، وهو ما يحتم علينا كإعلام ثوري تسليط الضوء عليه بعيدًا عن الحساسيات الغربية والشرقية على السواء، فما حاولت الثورة إخفاءه خلال الفترة الماضية هو الآن يخفيها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :