أصدرت عدة فصائل عاملة في ريف حمص الشمالي بيانًا فجر اليوم، الجمعة 27 أيار، نفت فيه اتهامات وجهت إليها بالتواصل مع روسيا لتشكيل حلف وهدنة مع النظام، والتوجه لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”.
وضم البيان أسماء الفصائل الثلاثة التي اتهمت بالتنسيق مع موسكو وهي: “فيلق حمص”، “حركة تحرير حمص”، و”جيش التوحيد”، وجاء فيه “في خضم ما يتعرض له الشعب السوري من تدمير ممنهج يترافق مع صمت عالمي تستمر حالة بث الإشاعات وخلق الفتن في صفوف الفصائل المقاتلة وكان آخرها ماصدر عن موقع العربي الجديد في تقرير إعلامي بتاريخ 26 أيار 2016”.
موقع “العربي الجديد” نشر أمس الخميس مقالًا كتبه ريان محمد، وقال فيه إن القيادة الروسية تعمل على تشكيل ما يشبه “الصحوات” لمحاربة “النصرة” والتنظيم، من خلال عقد اتفاقات مع فصائل سورية معارضة تنقل عداءها من النظام السوري وحلفائه، إلى الفصيلين المستهدفين.
المقال جاء تحت عنوان “مشروع صحوات روسية لمحاربة النصرة وتفادي التورُّط بريًا”، ونقل عن مصادر “مطلعة” من ريف حمص الشمالي قولها إن الروس يعملون على التواصل مع فصائل مسلحة معارضة في المنطقة، ويتحدثون معهم عن ضمانات لعدم مواصلة قصفهم الجوي والمدفعي، وإدخال المساعدات الإنسانية إليهم، مقابل أن يدخلوا في هدنة طويلة مع النظام، “إضافة إلى قتال الإرهاب المتمثل بتنظيمَي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة”.
وذكر التقرير أن خيارات روسيا وقعت على الفصائل الثلاثة السابقة، “في حين لم تتواصل مع حركة أحرار الشام الموجودة على مستوى كل سوريا، وكأنّ الهدف هو ريف حمص حاليًا على الأقل”، بينما لفتت المصادر التي اعتمد عليها الموقع إلى أن “الفصائل السابقة تتميز بغياب العلاقة لها مع النصرة، ومنها من لديه حالة توتر مع التنظيم، مثل حركة تحرير حمص”.
بيان الفصائل اعتبر أن كل ما ورد في التقرير “لا يعدو عن كونه تلفيقًا وتزويرًا واضحًا للحقائق يراد منه زيادة معاناة الشعب وعودته إلى مربع القهر والاستبداد”، مستغربًا “السلوك الذي يتنافى وواجب العمل الإعلامي وأخلاقياته المهنية والذي كان من المفترض أن ينقل الصورة كما هي”، ودعا القائمين على الموقع “لتحري الدقة والحقيقة”.
“فيلق حمص” يعمل ضمن غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، التي تخوض معارك ضد قوات الأسد في المنطقة، وسيطرت مؤخرًا على قرية الزارة في ريف حماة الجنوبي الغربي، إضافة إلى محطة القطار المجاورة لها.
بينما تشكلت حركة تحرير حمص قبل قرابة عامين وينتشر مقاتلوها في مدينة الرستن حاليًا، في حين يتوزع مقاتلو “جيش التوحيد” في مدينة تلبيسة، وشاركوا في صد الاقتحام الأخير الذي نفذته قوات الأسد في ريف حمص الشمالي قبل بدء سريان الهدنة .
ويجمع مقاتلو الفصائل الثلاثة على ضرورة محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة، بينما لا يوجد خلافات في المرحلة الحالية وفق مصادر عنب بلدي في ريف حمص الشمالي، بينها وبين “جبهة النصرة”، التي انتشرت بشكل كبير مؤخرًا في المنطقة، وفق المصادر.
–