عنب بلدي – العدد 60 – الأحد 14-4-2013
أعلنت جبهة النصرة الإسلامية يوم الأربعاء 10 نيسان مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، رافضةً إعلان دولة العراق الإسلامية، وسط جدل في الأوساط السورية المعارضة حول إعلان الجبهة وأهدافها.
وقال المسؤول العام للجبهة أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي نشرته مواقع إلكترونية «هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري… فإننا نبايعه على السمع والطاعة».
وأشار إلى أهداف الجبهة في تحكيم شرع الله في سوريا بقوله: «أعلنا منذ بادئ الأمر أننا نصبو لإعادة سلطان الله إلى أرضه، ثم النهوض بالأمة لتحكيم شرعه ونشر نهجه، وما كنا نريد الاستعجال بالإعلان عن أمرٍ لنا فيه أناة»، وأردف الجولاني أن الجبهة تقوم بإدارة مهام الدولة «من تحكيم الشريعة وفض الخصومات والنزاعات والسعي لإحلال الأمن بين المسلمين وتأمين مستلزماتهم، قائمة على قدم وساق في الأماكن المحررة، رغم مايشوبها من التقصير».
ونفى الجولاني علم قيادات الجبهة ببيان دولة العراق الإسلامية الذي أعلن تبني جبهة النصرة وتوحيد رايتهما تحت اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لكنه أشار إلى أن الشيخ أبو بكر البغدادي (زعيم دولة العراق الإسلامية) وفّى لأهل الشام حقهم «بموافقته على مشروع نصرة أهل المستضعفين بأرض الشام».
من جهته رد الجيش الحر على بيان الجبهة، وأكد أن قيادات الحر لا تنسق مع النصرة، وأن أحدًا لا يمكنه أن يفرض على الشعب السوري شكل دولته، وقال المنسق الإعلامي والسياسي للجيش لحر لؤي المقداد لفرانس برس «جبهة النصرة لاتتبع الجيش الحر، ولا يوجد قرار على مستوى القيادة بالتنسيق معها؛ إنما هناك واقع ميداني يفرض نفسه أحيانًا، فتلجأ بعض الفصائل على الأرض إلى التعاون مع الجبهة في بعض العمليات».
لكن عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد (أبرز ألوية الجيش الحر المقاتلة في الشمال السوري)، رفض إدراج «جبهة النصرة لأهل الشام» في قائمة الإرهاب الأمريكية، مؤكداً أن الجبهة لم تمارس أية أعمال إرهابية،
وقال صالح في برنامج «نقطة نظام» الذي بثته قناة «العربية» يوم الجمعة: «رفضت وأرفض إدراج جبهة النصرة في قائمة الإرهاب الأمريكية لأننا لم نرَ من الجبهة أي إرهاب».
ورفضت لجان التنسيق المحلية في بيان لها الدعوة إلى «دولة إسلامية في سوريا»، وبينت أن «هدف الثورة تحقيق الدولة المدنية»، وجاء في البيان «لجان التنسيق ترفض ما ورد على لسان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ودعوته الى إقامة دولة إسلامية في سوريا»، وأضاف البيان «الثورة السورية انطلقت من أجل تحقيق الحرية والعدالة والدولة المدنية الديموقراطية التعددية، وحلمنا المنشود كسوريين، إرساء نظام قائم على الحريات العامة والمساواة الحقوقية والسياسية بين السوريين»
إلى ذلك رفض رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد معاذ الخطيب بيان دولة العراق الإسلامية على صفحته في الفيسبوك بقوله «فكر القاعدة لا يناسبنا وعلى الثوار في سوريا اتخاذ قرار واضح بهذا الأمر»، لكنه لم ينتقد تنظيم النصرة الذي «لا علاقة له بالموضوع» وأشار إلى جهات تريد فرض نفسها «حتى على جبهة النصرة».
يذكر أن جبهة النصرة تشكلت بداية العام الماضي، وهي من أبرز القوى المقاتلة في سوريا ضد نظام الأسد، ويعود ذلك إلى خبرة رجالها وتمرسهم على القتال، ودعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 كانون الثاني 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري.