الخيول العربية في سوريا.. إرث يدفنه السلاح

  • 2013/04/14
  • 10:22 ص

مالك عبد المجيد – إدلب
تعاني الخيول العربية اليوم في إدلب معاناة عنوانها الألم، قدرها أن تموت مباشرة أو تموت ببطء.تنعم محافظة إدلب بطبيعة خضراء تشكل بيئة مناسبة لتربية الحيوانات، ومن بينها الخيول العربية الأصيلة. ولهذه الخيول سجلات حافلة تاريخيًا، وخصوصًا في رصيد الإنجازات الرياضية.

وكان آخر الخيول التي ودعتها محافظة إدلب منذ 7 أيام ويدعى «غنام البوادي»، وفي سجله أربعة انتصارات رياضية تتراوح بين المركز الأول والثالث، وذلك ببرميل متفجر سقط من إحدى الطائرات. وقال أبو زيد مالك إحدى مزارع الخيول لعنب بلدي: «النظام لم يوفر أي شيء ونحن عاجزون عن فعل أي شيء، فالبشر ينزحون ويتركون أماكن الخطر، ولكن نقل الخيول يغدو مستحيلًا إذ لا يمكننا نقلها لأي مكان» كما أن عملية نقل الخيول داخليًا قضية «صعبة»، بسبب خطورة طرقات النقل وصعوبة إيجاد مكان لإيوائها إذ لا يمكن وضعها بأي مكان نظرًا لحاجتها لرعاية خاصة.

وتتطلب تربية الخيول أن توضع بمزارع تنتشر على مساحات معينة ومجرد ذكر كلمة «مزرعة» فإن سلاح النظام يتحفز لقصفها إذ أنه أدرجها على «اللائحة السوداء» منذ بداية الثورة وذلك خشية تحويلها لـ «مستودعات أسلحة» للجيش الحر لأن مساحاتها الواسعة وامتدادها تسمح بتخزين السلاح وموقعها المتطرف يجعلها بعيدة عن أعين النظام لذا تعمّد النظام قصفها بدون استثناء.

معاناة الخيول لم تقف عند حد القتل المباشر فقط، وإنما تقتل بشكل غير مباشر وذلك نتيجة قلة الأعلاف المخصصة لها بمحافظة إدلب، وإن توافرت بغير محافظات فنقلها ليس بالأمر السهل بسبب انتشار حواجز النظام.
كما تشكل قلة الأدوية المخصصة لعلاجها عند المرض والإصابة معاناة أخرى، كما لا تتوفر اللقاحات الخاصة للمهور حديثي الولادة.

ولم تقف المعاناة عند الدواء فقط، بل في نقص الأطباء البيطريين الذين نزحوا خارج ديارهم شأنهم شأن الأطباء البشريين.

ونتيجة لذلك خسرت محافظة إدلب أكثر من 60 خيلًا عربيًا من مناطق متفرقة، 20 منها خيول عربية أصيلة بامتياز موثقة بسجلات عالمية و10 خيول ذات إنجازات رياضية مهمة عالمية ومحلية، إضافة لإصابة 40 خيلًا إصابات لا تؤهلها لمتابعة نشاطاتها، و11 خيلًا مصابة يمكن أن تعود لنشاطها السابق، هذه الأرقام هي الموثقة حتى الآن وهي قابلة للازدياد باستمرار القصف والمعاناة. أمام هذا الموت تترك وحيدة ويترك الإرث كغيره ينازع ويموت.

وتشكل الخيول ثروة مالية كبيرة، إذ تصل أسعار الخيول الأصيلة لأرقام «فلكية» وخصوصًا إذا كانت ذات سلالات صافية وإنجازات رياضية.

مقالات متعلقة

  1. إدلب.. خيول عربية أصيلة رهن أختام التسجيل
  2. مهرجان "الأصالة".. الخيول تتسابق في ريف حلب الشرقي
  3. الجزيرة السورية تحتفظ بمكانتها كموطن للخيل العربي الأصيل
  4. إدلب.. مهرجان سرمدا الأول للخيول العربية الأصيلة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية