قاعدة اﻷسد

  • 2013/04/16
  • 10:10 ص

أتت تصريحات الدكتور «الظواهري» التي تتبنى جبهة النصرة والتي يدعو فيها «أنصار القاعدة والتوحيد للتوجه تحت راية القاعدة إلى الشام» متزامنة مع إعلان «جبهة النصرة» انتماءها إلى تنظيم القاعدة واندماج تنظيم القاعدة في العراق و «جبهة النصرة» تحت مسمى» الدولة الاسلامية في العراق والشام» بمبادرة من «اﻷمير البغدادي» ثم مسارعة «أبو محمد الجولاني» إلى مبايعة للدكتور «الظواهري» وبلسانه: «أقول هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله…».

بكلمة أخرى، كل من يجاهد في صفوف «جبهة النصرة» والتنظيمات التابعة لها ملزم ببيعة أمير الجبهة وبمبايعة «أمير» القاعدة «الظواهري»…لسبب نجهله يعتقد هؤلاء أن الشعب السوري ثار من أجل «قاعدة الجهاد» وأن مئات الآلاف من السوريين ضحوا بحياتهم وأن الملايين منهم تشردوا من أجل حفنة من المهووسين المختبئين في «تورا بورا» بحماية محور الشر الروسي الصيني وبرعاية الولي الفقيه!!
منذ بداية الثورة السورية، رفضنا كل أشكال التعاون مع جبهة النصرة ﻷن السوريين لم يفجروا ثورتهم «حمية» للدكتور الظواهري ولا ثأرًا ﻷسامة بن لادن الذي اغتاله اﻷمريكيون في الوقت الذي ناسبهم. السوريون بذلوا الغالي والرخيص من أجل أطفالهم، من أجل حمزة وتامر وأمثالهم، السوريون ثاروا من أجل حريتهم وكرامتهم ولم يثوروا من أجل عصابة ظلامية مثل «القاعدة» ولا من أجل جماعة تعيش أسيرة القرون الوسطى مثل اﻹخوان.

بعد أن حاول اﻹخوان «اغتصاب» الثورة السورية، هاهي «القاعدة» تجرب حظها في السطو على أشرف ثورات العالم منذ ثورة العبيد في روما عام 73 قبل الميلاد.
السوريون ثاروا من أجل أن يعيش أولادهم في اﻷلف الثالث، من أجل الحرية والديمقراطية، وليس من أجل إعلاء راية القاعدة والجهاد العابر للحدود. آن لنا أن ننتهي من ألعاب المقاومة والممانعة المكررة والممجوجة وأن نتفرغ للإنسان السوري حصرًا.

هل يعلم مقاتلوا «جبهة النصرة» الشرفاء أن النظام الأسدي وإيران كانا وراء تأسيس تنظيم القاعدة في العراق؟ وأن الشيخ «الظواهري» وقبله «بن لادن» ليسا أكثر من «واجهة» سنية لمحور الشر؟

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي