عنب بلدي – العدد 60 – الأحد 7-4-2013
«فضفضة سيدة دارانية لمراسلة عنب بلدي»
«عينك ما تشوف إلا النور.. لو تعرفي شو صار معنا.. قال رحنا من يومين ع بيتنا بداريا حتى نجيب كم غرض ضروري كتير .. الله وكيلك نسينا نطالعهم معنا لما طلعونا من البيت من كتر ما نزل صواريخ بالحارة وفوقنا وحوالينا..وطلعنا بالتياب اللي لابسينهم بس، ولما حاولت كتير أحكي مع عالم قال منقدر نفوت بسرعة ناخد كم غرض ومن الصبح بكير ونسوان لحالهم لأنو رجال بياخدوهم إذا لاقوهم.
وحملت حالي ورحت.. ووكيلك الله وصلنا لهنيك قبل الشحادة وابنتها، ولما صرنا جنب جامع البشير، بلشنا نسمع أنا وسلفتي ومرت أخي صوت حركشة، وبعدها سمعنا صوت إطلاق نار، وركضنا كل وحدة من الرعبة تخبيت ببيت، ما خطر لنا نفوت ع بيت واحد.. والصوت عم يقرب أكتر.. مو طلع المنتف على عينه العسكري شايفنا من بعيد.. وشايف وين تخبينا.. ونادالنا..إذا ما بتطلعوا خلال 3 دقايق بدي قوس عليكم…
طلعنا حزانة نحن التلاتة.. وكل واحدة لابسة وجهها بالمقلوب من كتر الخوف..
قلنا شو وين رايحين، ووين رجالكم.. أفيهن نخوة حتى باعتينكن لحالكن… ولا ما يجاهدوا مع الجيش الكر… إذا رجال يجوا يفرجونا وجوههن….
الله وكيلك يحكي حكي وكلمات ومسبات أول مرة منسمع فيها.. وعشر كلمات منه ونص كلمة مني من كتر ما كنا خايفين.. وبعدها تحنن علينا لأنه «رجال» ع قولته مو متل رجال داريا المتخبيين..!! وتركنا نروح ع بيوتنا… بس قال بده يروح معنا ليحمينا من العصابات المسلحة .. لأنو في عصابات بالمنطقة الشرقية.. قال وهنن مهمتهم أنهم يحموا البيوت من هي العصابات… وما بذل عليكي بحرف بيت أم حسن المسكينة 3 طوابق والله ع الأرض صاير…وبيت أم خالد.. حسبي الله ونعم الوكيل لو تشوفيه فحمة سودا.. غير ربك ما بيعرف أنو كان هون في بيت من كتر مو محروق. ووصلنا ع البيت… قصدي ع اللي كان بيت… الله وكيلك ع العضم صاير … كل شي برادات وغسالات وأفران وأدوات كهربائية طلعوا الجماعة آخذينها… قال ولاد حلال حبوا يخلونا نغير عفش بيتنا… ومساكين نحن من الرعبة والله ما استرجيت طالع الذهبات والمصاري اللي رايحة جيبهم من خوفي لياخدوهم.. حملت كم قطعة تياب مرميين بالأرض ومدعوس عليهم لتقولي حاجة… وحرام وطلعنا…
ونحن طالعين لاقينا أبو رضوان بتعرفيه اللي بيته براس الحارة… جايب سيارة ياخد البراد والغسالة… فراح العسكري لعنده… وبلش يبيض وجه معه… وأمانة عم شو بيلزمك نحن بالخدمة… بس حاول تطلع بسرعة لأنو العصابات المسلحة عم تتمشى بالمنطقة.. وقله والله يا عم حتى نحن جايين نحمي بيوتكم بس في عناصر عم تغافلنا وتسرق…وساعده بحمل البراد ع السيارة… وراح عنصر الأمن بعد ما أمن علينا أنو طالعين من داريا مع أبو رضوان…
ومن بعيد لمحنا أبو محمد.. اللي بيته ع الزاوية مسكين مو معروف لونه من الرعبة… وركض وركب معنا بالسيارة… وقلنا ع الطريق.. الله وكيلكم يا أختي.. كنت قاعد ببيتي وبأمان الله.. وإذا بفوتو علي فوتة الله لا يورجيها لحدا…ونادوا لي لساعدهم بتحميل أغراض وعفش بيتي بسيارتهم… وانسرق بيتي كامل وقدام عيوني…
بس المسكين أبو رضوان لما وصلنا ع الحاجز ما كملت معه..وقفوه ونزلونا قال هنن فيهم شرف حيتركوا النسوان تروح وأبو محمد كمان لأنو رجال كبير ع حفة قبره –ع قولتهم- وأخدوا أبو رضوان والسيارة وكل الأغراض اللي كانوا فيها…تقولي يا مخلوقة العنصر اللي ساعدو اتصل فيهم أنو بعتلهم رزقة مو هيك!…
والله يمكن ما تصدقيني…شي متل الكذب اللي عم يصير…إنشالله علينا العوض وعليهم التلف… لكان بيوتنا بدنا نروح عليها متل الحرامية… ونفوت كأنو فايتين نسرق…بس الله يكرمنا بالفرج ويحميلنا ولادنا.. المهم سلامة الروح وكل شي بيتعوض إنشالله وبأحسن…