عدو المسيح لـ فريدريك نيتشه
يشرح نيتشه في كتابه الصغير “عدو المسيح” بعض أفكار كتابه المركزي (هكذا تكلم زرادشت).
فيعيد نيتشه، وهو عدو الأخلاق الأول، تعريف الخير والشر والسعادة، فيعرف الخير باعتباره ما يربي الشعور بالقوة داخل الإنسان، في حين يرى الشر في كل ما يتأتى عن الضعف، أما السعادة فهي الشعور بأن القوة تتنامى، ولذلك يعتبر نتيشه أن الشفقة هي خطيئة الإنسان الكبرى، وبسببها لا يستطيع الإنسان التطور لإنسان أرقى.
يشن نيتشه، في أقل من 100 صفحة، حربه على المسيحية، فيعتبرها أسوأ ما أنتجته البشرية في تاريخها، ويقارنها بالبوذية والإسلام ليصل إلى نتيجة مفادها أن كل الأديان أفضل من المسيحية (مع أن نيتشه ضد الأديان بالمطلق بدوره).
يعتقد الكاتب أن المسيحية حرمت الأوروبيين من ثمار الحضارة الإسلامية في إسبانيا عندما قاموا “بالدوس على تلك الثقافة التي تخاطب الحواس والذوق أكثر مما تفعله الثقافات الرومانية واليونانية”، معتبرًا الحروب الصليبية أكبر أنواع القرصنة لسرقة المشرق الغني بثرواته.
ولذلك ينهي نتيشه كتابه بـ “تشريع ضد المسيحية”، يعلن فيه الحرب ضد المسيحية باعتبارها الرذيلة الكبرى “التي تقبع في المكان اللعين”.
أثر نيتشه في الحركات النازية والفاشية التي صعد نجمها قبل الحرب العالمية الثانية، وتبنت كثيرًا من أفكاره وهي تطبق عمليات الإعدام ضد المعوقين باعتبارهم فائضين عن اللزوم.
يبدو ذلك جليًا في اقتباسٍ من مقدمة الكتاب “أي أهمية للآخرين، الآخرين الذين لعلهم كل البشرية؟ يجب التفوق على البشرية بالعزم، وبتشدد النفس… وبالاحتقار”.
وهو ما يجعل قراءة نيتشه مهمة لمن يرغب بمعرفة تطور الفكر الغربي، وهو الفكر السائد اليوم عالميًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :