رغم تحذيرات مديرية التربية و"النصرة"

طلاب إدلب يقدمون الامتحانات في حماة

tag icon ع ع ع

طارق أبو زياد – إدلب

مع بدء امتحانات شهادة التعليم الأساسي، الأحد 15 أيار، تدفق طلاب مدينة إدلب وريفها لتقديمها في مدينة حماة التي يسيطر عليها النظام، وبينما حذرتجبهة النصرةمن الذهاب إلى المدينة، يتخوف الأهالي من مضايقات قد تطالهم وأبناءهم عقب انتهاء الامتحانات.

ونشرت مديرية التربية والتعليم، التابعة للحكومة المؤقتة، بيانًا السبت 21 أيار، منعت بموجبه سفر الطلاب والمدرسين إلى حماة “نظرًا للخطورة”، وقررت فصل كل عامل فيها يثبت إرساله زوجته أو ابنه أو ابنته، موضحةً أنه “سيحال إلى القضاء”.

وأكدت المديرية أنه لا يقبل في الثانويات التابعة لها أي طالب تقدم لامتحانات النظام، لافتةً إلى منعه من التسجيل في “جامعات ومعاهد الثورة”.

الإدارة العامة للخدمات التابعة لـ”جبهة النصرة” في إدلب، كانت أصدرت بيانًا يوم بدء الامتحانات، حذرت فيه الطلاب ضمن مناطق سيطرة المعارضة، من التوجه إلى مناطق سيطرة النظام، لتقديم امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية.

البيان أكد أن “الشهادات الصادرة عن النظام السوري، لن تقبل للدخول إلى الثانويات أو المعاهد والجامعات في المناطق المحررة”، مشيرًا إلى أن “أي موجه تربوي أو مختص في المجمعات التربوية التي تتبع إداريًا للنظام، يروج للامتحانات العامة في مناطق الأخير، سيتعرض للمساءلة والمحاسبة”.

بيان التحذير جاء متأخرًا

محمد الحسين، من أهالي مدينة إدلب، تحدث لعنب بلدي، واعتبر أن البيان “جاء متأخرًا كثيرًا وبعد فوات الأوان”، على اعتبار أن 90% من الطلاب الذين يقدمون الامتحانات في مناطق النظام، خرجوا من إدلب قبل البيان بأسبوعين تقريبًا.

“ولم تعد هناك فائدة لمنع الطلاب المتبقين من الذهاب”، وفق الحسين، الذي قال “لا أظن أن هناك فائدة لمساءلة الطلاب بعد عودتهم من مناطق النظام، لأن الأمر حدث بالفعل، وكان يجب مراعاة هذه الظروف قبل فترة”.

الحواجز المنتشرة على الطريق بين إدلب ومدينة حماة، التي يقصدها أغلبية الطلاب لتقديم الامتحانات، لم تتعرض لأي منهم، بحسب الناشط الإعلامي عمر حاج قدور، من بلدة بنش.

حاج قدور قال لعنب بلدي إن أحد أصدقائه ذهب إلى مدينة حماة لتقديم امتحانات التعليم الأساسي (الصف التاسع)، مضيفًا “مر الشاب على ثمانية حواجز، أربعة منها للمعارضة ومثلها للنظام، ولم يتعرض له أي حاجز، إذ تسيّر الحواجز أمور الطلاب ولا أحد تعرض للمساءلة أو الاعتقال”.

تحذيرات من مضايقات عقب الامتحانات

وبينما يعيش الطلاب وذووهم داخل مساجد وصالات مدينة حماة، يتخوف الأهالي من اعتقالات قد تطالهم وأبناءهم بعد انتهاء الامتحانات من قبل النظام السوري، الذي اعتاد اختلاق التهم في قضايا مختلفة، وخاصة مع تهديدات نشرها موالون على مواقع التواصل الاجتماعي، ألمحت إلى خطف الطلاب انتقامًا لقتلى النظام خلال المعارك.

امرأة من مدينة حماة (رفضت كشف اسمها لدواعٍ أمنية)، قالت لعنب بلدي إن الطلاب وعوائلهم يقطنون داخل المساجد والصالات حاليًا حتى انتهاء الامتحانات، مشيرةً إلى أن النظام لم يتعرض لأحد منهم حتى الآن، وأكدت أن صالة التعازي التابعة لمسجد “الشرقي” في حي البارودية، تستقبل حاليًا طلابًا وعوائلهم من ريف إدلب.

وبررت المرأة “التسهيلات الكبيرة” التي يقدمها النظام للطلاب وذويهم، “لأنه ينوي كسبهم إلى صفه، ويصور الوضع على أنه هادئ وجيد في مناطق سيطرته، كما أن  مؤسساته ماتزال تسيطر على الوضع، ويقصدها الناس من المناطق الخارجة عن سيطرته أيضًا”. إلا أنها حذرت من مساءلة النظام للطلاب بعد انتهاء الامتحانات بتهم مختلفة، أبرزها قرابتهم لأحد المطلوبين لديه، ووصفت التهمة بأنها “معروفة للجميع”، ونصحت الطلاب “بعدم الاطمئنان لعناصر النظام مهما قدموا من تسهيلات، لأننا تعودنا على غدرهم في كل مرة”.

وكان موالون نشروا عبر “فيس بوك”، تهديدات تلمح إلى اختطاف الطلاب والانتقام للقتلى الذين سقطوا خلال معارك النظام مع المعارضة في المناطق السورية، وطالب بعضهم باعتقال الطلاب لمبادلتهم على أسرى النظام الموجودين في قبضة المعارضة.

تقدّم  قرابة 260 ألف طالب وطالبة لامتحانات التعليم الأساسي هذا العام، بينما تقدم 2361 آخرون لامتحانات الإعدادية الشرعية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

ورغم أن الكثيرين يصرون على الابتعاد عن مناطق النظام والتعامل مع مؤسساته، يرى بعض الأهالي أنه لا مفر من تقديم الامتحانات داخل مناطقه، في ظل غياب الاعتراف بالشهادات التي تصدر عن الحكومة المؤقتة، في الكثير من الدول الأوروبية والعربية باستثناء تركيا وقطر.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة