وما زلت أعجب …. !!
عنب بلدي – العدد 60 – الأحد 7-4-2013
عجبت لقوم لا يدرون بأنفسهم أهم أموات في عالم الحياة؟ أم أحياء في عالم البرزخ؟.
عجبت لجدي الذي ظل صامتًا أمام الطغاة –ليحيا- فمات قهرًا من ضغط الصمت
عجبت لأبي الذي سار على نهج والده، وآثر الصمت، وهاهو الآن يشرب من كؤوس الندم حزنًا على عقود أمضاها صامتًا، فقد أضناه الصمت، بعد أن حشرجت الكلمات في فمه، وهي تتدافع تريد أن تخرج، ولكنه يعيدها بالقوة وبالألم
عجبت لبني أمي الذين يتهامسون بصمت، يدركون الحق والحقيقة، ولكن… يصمتون.
عجبت لوطني الغائب، الذي لم يرتوي بعد من دماء أبنائه ودموعهم، ولم يقشعّر بدنه من تناثر أشلاء أبنائه، أتراه ضاقت عليه أرضه بما رحبت، فقرر أن يلم شملهم تحت ثراه.
عجبت لك يا وطني الغالي، ألم تتأثر بدموع الثكالى واليتامى، ألم ينتعش ترابك بعد بتلك الدماء والدموع؟ عجبت لذاتي التي كادت أن تنهزم بين الصامتين… وهي تقف مذهولة من مشهد الجثث المحمولة…المغسولة بدموع المخلصين…
ومع ذلك يبقى حالها أفضل أمام لحظات انهزامها من المتكلمين ومنمقي الحروف ليستغلوا كل لحظة صدق، ندفع نحن ثمنها دمًا وشبابًا، ليشتروا بها هم المناصب ومقاعد الفخامة وتحقيق الذات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :