أطلق الداعية السعودي عبد الله المحيسني مبادرة لاستبدال العملة السورية بالتركية، مطالبًا الفصائل بصرف تعويضات جنودهم بالليرة التركية.
واعتبر المحيسني، عبر تغريدات حسابه في “تويتر” مساء أمس، الخميس 19 أيار، أن تبديل العملة “نوع من أنواع الجهاد ولكنه ليس جهاد لسان ولا جهاد سنام، بل جهاد مال”، متوقعًا أنه “خلال 24 ساعة من صدور بيانٍ حول الأمر، سنرى انهيارًا لليرة السورية واستقرارًا للعملة التركية”.
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوةسأتكلم عن أمر مهم جدا وهو نوع من أنواع الجهادضدالنظام النصيري النازي #تحويل_العملة_السورية_بالعملة_التركية— د. المحيسني – جديد (@mhammadbbd) May 19, 2016
ووصلت الليرة السورية إلى أدنى مستوىً لها أمام الدولار، بتخطيها حاجز 625 ليرة للدولار الواحد، لكنّ تدخل البنك المركزي في السوق أعادها إلى حدود 600 ليرة.
وطالب الداعية السعودي، المقرب من جبهة النصرة، قادة الفصائل في حركة “أحرار الشام” و”جبهة النصرة” و”فيلق الشام” وحركة “نور الدين الزنكي” و”جيش المجاهدين”، وغيرها من الفصائل، “بإصدار بيان رسمي يعلنون فيه البدء بصرف كفالات جنودهم وتعاملهم بالليرة التركية”.
واستشهد المحيسني بما سماها قراءات لدراسات أجرتها فعاليات اقتصادية محلية، مثل “نقابة الاقتصاديين الأحرار”، تفيد بأن قرارًا كهذا يحقق استقرارًا في أسعار السلع، وسيؤدي إلى إضعاف النظام اقتصاديًا.
وأثار طرح المحيسني جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيدٍ لتصريحاته معتبرًا أن النظام يستفيد من الدولار في المناطق المحررة أكثر من الدعم الخارجي وأن القرار مناسب للكتائب بسبب علاقتهم الجيدة في تركيا، وبين مستنكر لتدخل الداعية السعودي بقرارٍ ليس من اختصاصه.
وكتب ضياء حمصي ردًا على تغريدات المحيسني في “تويتر”، “الله يثبت علينا العقل والدين، المفروض تدعو إلى طحن عصابات العلويين والشيعه بالساحل ومعسكر جورين وحلب والشام ودرعا”.
وأضاف عبد القادر قوج “شيخنا وحبيبنا عبد الله المحيسني كان من الأفضل التكلم عما يجري في الغوطة بدلًا من التكلم بالعملة”.
@mhammadbbd شيخنا وحبيبنا عبد الله المحيسني كان أليس من الأفضل التكلم عن ما يجري في الغوطة بدلا من التكلم بالعملة
لعلهم يسمعون منك— عبد القادر قوج (@abdokooj95) May 19, 2016
في حين طالبت كثيرٌ من التعليقات الالتفات إلى أمور تخفف عن الناس ضائقتها الاقتصادية كفتح طرق المازوت وعدم التلاعب بأسعار العملة، وطالبوا الكتائب للالتفات إلى توحيد صفوفهم كسبب أول لإضعاف النظام وسقوطه.
وطالب حساب “سيريالاندر”، في تعليقات على حساب المحيسيني، بالتوقف عن ما سمّاه التجريب في الشعب السوري، بقوله “كفاكم تجريبًا في سوريا، كل شخص عنده فكرة أو رأي شخصي أو هدف يأتي ييجربه في الثورة السورية… يا أخي أنت شيخ ديني أو محلل مالي! خذها مني: من يدعي أنه يفهم في كل شي يعني أنه لا يفهم شي”.
@mhammadbbd كفاكم تجريب في سوريا كل شخص عندو فكرة او رأي شخصي اوهدف جاي بدو يجربها بالثورة السورية
انت تقول جاي تنصرنا انصرنا لا تنظر علينا— Syrialander (@ihw2012) May 19, 2016
الناشط الإعلامي فؤاد حلاق اعتبر، عبر صفحته في فيسبوك، اليوم الجمعة 20 أيار، أن “طرح المحيسني لن يغيظ أحدًا كأبي بكر البغدادي، لأنَّ تركيا من تقصفه بطائراتها، متسائلًا “كيف لأخوة المنهج أن تتعامل مع دولة علمانية!”.
ولا يتفق التيار السلفي الجهادي، الذي ينتمي إليه المحيسني و”جبهة النصرة”، مع السياسة التركية على اعتبارها مبنية على أساسٍ ديمقراطي، بينما شنّت أنقرة حملات واسعة ضد مؤيدي “النصرة” والمنتمين إليها في تركيا.
وكانت دعوات سابقة لتبديل العملة السورية بالتركية في الشمال السوري، لم تنجح بتغيير ثقافة المواطنين خصوصًا الذين ما يزالون يتقاضون رواتبهم من النظام السوري، بينما يلجأ آخرون إلى تبديل مدخراتهم النقدية بالدولار، ما أدى إلى نشوء ظاهرة “الدولرة“.